بين ثنايا تصريح وزير النقل واللوجستيك عبد الصمد قيوح، تحت قبة البرلمان، برزت كلمة “العتاقة” لتضيء واقعاً يعيشه مهنيو النقل المزدوج بمجموع ربوع سوس ماسة، في وصف عميق يختزل في طياته معاني العتق والإغاثة والإنقاذ، ليرسم صورة حية لدور هؤلاء المهنيين في فك أغلال العزلة عن المناطق النائية.
في مشاهديومية تتكرر عبر المسالك الوعرة والطرق الملتوية، يتحول سائقو النقل المزدوج إلى منقذين حقيقيين، من خلال طي مسافات طويلة تحت العجلات، يحملون على عاتقهم مسؤولية إيصال شريان الحياة إلى القرى النائية أو المعزولة في ظروف مناخية مختلفة. فهم العين الساهرة على احتياجات الساكنة، والذراع الممتدة للمناطق التي تنقطع عنها سبل الوصول في أوقات الأزمات.
ويجسد وصف الوزير عمق الدور الإنساني والاجتماعي لهؤلاء المهنيين، فهم أكثر من مجرد سائقين. إنهم حراس الأمل في المناطق الجبلية، وحماة الحياة في الدروب الوعرة. يشقون طريقهم وسط الضباب والأمطار والثلوج، ليضمنوا استمرار تدفق الحياة إلى القرى النائية.
بكلمة “العتاقة” يرتقي دور هؤلاء المهنيين إلى مرتبة المهمة الإنسانية النبيلة. فهم يعتقون المرضى من آلامهم بإيصالهم إلى المراكز الصحية، ويعتقون التلاميذ من العزلة بنقلهم إلى مدارسهم، ويعتقون الأسر من الحاجة بإيصال المؤن والضروريات إليها.
هذا الوصف الرسمي من أعلى منصة تشريعية في البلاد يضع مسؤولية مجتمعية وحكومية لحماية هذه الفئة المهنية وتطوير إطارها القانوني. فالعتاقة تستحق من يعتقها من قيود التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها.
ففي كل رحلة يقطعها سائقو النقل المزدوج عبر جبال هذه المناطق، يكسرون قيود العزلة، ويفتحون أبواب الأمل لساكنة المناطق رغم وعورة التضاريس، ليبقى نبض الحياة مستمراً في أعماق الجبال، وتبقى عجلات الأمل تدور في دروب الحياة اليومية المحلية.
— الحسن البوعشراوي
0 تعليق