دافع الممثل المغربي أيوب كريطع عن مشاركته في الفيلم الروائي الطويل “البحر البعيد” للمخرج سعيد حميش بعد الجدل الذي رافق عرضه في المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش بسبب احتواءه على مشاهد للشذوذ الجنسي.
وقال أيوب كريطع، إن الفن أسمى من كل شيء، وإن لازمة الخطوط الحمراء في السينما لا تعجبه، معتبرا أن الإنسان يحمل رسالة معينة على عاتقه وعليه إيصالها مهما كان تخصصه ومنصبه.
وأضاف كريطع في لقاء مع “العمق”، أن فيلم “البحر البعيد” لم يتناول موضوع المثلية الجنسية كتيمة أساسية وإنما سلط الضوء على معاناة شباب من المغرب والجزائر يحلمون بتحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية بعد هجرتهم إلى مارسيليا الفرنسية بطريقة غير قانونية.
وردا على سؤال حول ما فائدة اقحام مشاهد الشذوذ في الفيلم، وإذا ما كان الإنتاج الفرنسي قد فرض ذلك، قال كريطع إن “كلمة فرض غير صحيحة، الفيلم مغربي فرنسي يمزج ثقافة البلدين، وحقق تفاعلا ونجاحا كبيرا أثناء عرضه في مهرجان “كان” وألمانيا وإسبانيا لأنه مليء بمجموعة من المشاعر الإنسانية”.
واعتبر ذات المتحدث، أن بطولته لفيلم إلى جانب أسماء كبيرة في فرنسا كانت تحديا كبيرا بالنسبة إليه دفعه إلى تطوير لغته الفرنسية وإتقان اللهجة الوجدية، لافتا إلى أنه يشعر بأنه تمكن من شخصيته بنسبة 80 بالمئة واستطاع إيصال مشاعرها الإنسانية للجمهور، وفق تعبيره.
يشار إلى أن فيلم “البحر البعيد” لمخرج المغربي سعيد حميش، أثار جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد عرضه لأول مرة بالمغرب في مهرجان مراكش، وهو إنتاج مشترك فرنسي-مغربي-بلجيكي-قطري.
ويتناول الفيلم الذي تدور أحداثه في فترة التسعينات مجموعة من التحديات التي يواجهها المهاجرون من دول المغرب الكبير إلى فرنسا، منها السعي إلى إصلاح وضعيتهم القانونية في قالب درامي.
ويحكي الشريط السينمائي، قصة “نور” وهو شاب مغربي من مدينة وجدة هاجر بطريقة غير شرعية إلى مارسيليا الفرنسية، ويحاول مع أصدقائه الجزائريين الذين يعيشون في ظروف صعبة تدبير حياتهم اليومية بتجارة صغيرة هامشية، لكنهم يحرصون على الاحتفال بالاستماع إلى أغاني الشاب حسني التي تلامس همومهم.
وتتوالى أحداث العمل الذي يتكون من 117 دقيقة، ليلتقي “نور” برجل شرطة فرنسي يدعى “سيرج” يحاول استغلاله في شذوذه الجنسي الأمر الذي سيقلب حياته رأسا على عقب، ويتخلل الفيلم عدد من المشاهد الحميمية للمثلية الجنسية.
0 تعليق