كرم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، مساء الثلاثاء، الفنانة القديرة الراحلة نعيمة المشرقي نظير اسهاماتها الإبداعية التي امتدت لعقود وخلفت أثرا كبيرا في الساحة الفنية المغربية، وذلك بحضور نخبة من نجوم السينما المغربية والعالمية.
ووسط مشاعر ممزوجة بين الحزن على فقدان الساحة الفنية لهرم من أهرماتها وسعادة وافتخار بالاعتراف الذي حظيت به من أكبر مهرجان وطني بصبغة عالمية، وقف صناع السينما المغربية والعالمية لدقائق للتصفيق بحرارة على مسار رائدة من رائدات الفن المغربي.
وعبرت ياسمين الخياط، نجلة الراحلة نعيمة المشرقي، في كلمة ألقتها خلال تسليمها درع “النجمة الذهبية” في الدورة الـ21 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش عن شكرها نيابة عن عائلتها للملك محمد السادس والأمير مولاي رشيد وإدراة المهرجان بسبب اختيارهم لتكريم والدتها في هذا الحدث الدولي.
و قالت ياسمين الخياط: ” أشكركم على كلماتكم وشهداتكم القيمة في حق والدتي التي كانت زميلة وصديقة وفية للعديد من الحاضرين اليوم، لقد عملت لصالح نساء وأطفال وشباب هذا البلد، وكانت امرأة محبة ومخلصة لزوجها وأبنائها وأحفادها وإخوتها واتسع قلبها لحب كل من قابلته في حياتها”.
وأضافت نجلة الراحلة نعيمة المشرقي: “لقد كانت أمي امرأة شعبية واجتماعية قريبة من جمهورها ولم تتعامل معه يوما كأنها نجمة، كانت امرأة مغربية استثنائية وإنسانة عظيمة وعاشقة للسينما والفن والثقافة، أتمنى أن تحتفظوا بها في قلوبكم لأن الحب لا يموت أبدا”.
من جهتها استرجعت الفنانة فاطمة خير في شهادة قدمتها في حق الراحلة نعيمة المشرقي ذكريات لقائهما الفني الأول الذي كان من إخراج عبد الرحمن الخياط، مشيرة إلى أنها كانت مبهورة بموهبتها وأدائها وتلقائيتها.
وقالت فاطمة خير التي لم تتمكن من تمالك دموعها وأجهشت بالبكاء، إنها تعلمت من الراحلة التي يشهد على قدراتها الفنية كبار المخرجين والنقاد، من الناحية الإنسانية لأنها تميزت بتواضع الكبار في تعاملها مع الناس وبإنسانيتها العالية وعطائها وحرصها على فعل الخير دون استعراض أو بهرجة، حسب تعبيرها.
وتابعت ذات المتحدثة: “لازالت كلمات لالة نعيمة المشرقي ونصائحها في ذهني خاصة في الجزء المتعلق بالأسرة لأنها تمكنت من الجمع بين عملها واستقرار أسرتها، أقول لها اليوم أنا في تكريمك وسط عائلتك الصغيرة والكبيرة، شكرا على الحب، شكرا على الصدق، شكرا على العطاء والإنسانية ولن ننساك”.
يشار إلى أن الراحلة نعيمة المشرقي تعتبر واحدة من أبرز رموز السينما والمسرح والتلفزيون في المغرب. وإلى جانب شهرتها في عالم الفن سبق أن عينت سفيرة للنوايا الحسنة لدى “اليونسيف”، ومستشارة للمرصد الوطني لحقوق الطفل، ورئيسة مساعدة في النقابة الوطنية لمحترفي المسرح.
وتحظى الراحلة بتقدير كبير من الجمهور المغربي، إذ أضفت موهبتها الفذة وأناقتها الطبيعية وعطاؤها المثالي إشعاعا خاصا على المشهد الثقافي ببلادنا منذ سنوات الستينيات من القرن الماضي.
وأتاح المسار الفني المتميز للراحلة الذي انتقلت بفضله من المسرح إلى الشاشة الكبيرة مرورا بالتلفزيون، إمكانية تجسيدها للعديد من الأدوار وملامسة قلوب أجيال متعاقبة من المغاربة.
وسطع نجم المشرقي في السينما حيث شاركت في أزيد من 20 فيلما مطولا إيطاليا وفرنسيا، فضلا عن العديد من الأفلام القصيرة والمطولة المغربية مثل “عرس الدم”، “فاتن”، “معركة الملوك الثلاثة”، و”لالة حبي”.
0 تعليق