تداول ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر أحمد الشرع، المعروف بأبي محمد الجولاني، وهو يطلب من فتاة تغطية شعرها قبل التقاط صورة معه خلال زيارته لأحد أحياء دمشق.
الفتاة، ليا خيرالله، أعادت نشر الفيديو عبر حسابها الشخصي وشاركت تفاصيل الواقعة، مؤكدة أن الجولاني طلب منها ذلك بطريقة "لطيفة وأبوية"، مشيرة إلى أنه لم يطلب هذا الأمر من الفتيات الأخريات المتواجدات حوله، إلا إذا رغبن في التقاط الصور معه. وأضافت أن الأمر كان "حقاً شخصياً له ليظهر بالشكل الذي يناسبه"، مشيرة إلى أن نفس الطلب وجه سابقاً لمذيعات أجنبيات أجرين مقابلات معه، مثل المذيعة الأمريكية الشهيرة التي غطت شعرها أثناء تصويرها اللقاء.
وتحدثت خيرالله في تدوينة مطولة عن تجربتها خلال زيارة الجولاني لأحد أحياء المزة في دمشق بعد "تحريرها"، ووصفت اليوم بأنه "تاريخي"، قائلة: "الوقوف بحضرة المحرر كان تجربة ملهمة، شعرت فيها بالتواضع والخجل". وأضافت: "كان من أكثر الأيام أماناً في حياة الكثير من الدمشقيين، حيث شعروا بحماية قائد الخير"، مشيرة إلى أن هذه اللحظة جعلتها تعيد اكتشاف قوة الإيمان بالله ودور الدين في تحقيق النصر.
التدوينة أثارت جدلاً واسعاً بين السوريين، إذ عبر البعض عن مخاوف من فرض "أجندة إسلامية متشددة" على المجتمع السوري المتنوع طائفياً، خاصة مع استحضار مشاهد مماثلة حدثت سابقاً خلال لقاءات الجولاني مع مذيعات عربيات مثل جمانة كرادشة من قناة CNN، وريم بوقمرة من قناة العربية.
في حين أشاد آخرون بما وصفوه بـ"التزام الجولاني بالقيم الإسلامية" خلال ظهوره العلني، معتبرين ذلك موقفاً يعكس هويته ومبادئه.
هذه الواقعة تضيف إلى النقاش الدائر حول التحولات التي تشهدها المناطق المحررة في سوريا، ودور هيئة تحرير الشام في تشكيل هوية هذه المناطق اجتماعياً وثقافياً، وسط انقسام الآراء بين التفاؤل بمستقبل جديد والتحذير من فرض توجهات إيديولوجية على المجتمع.
0 تعليق