الدول الأكثر شراءً للذهب في النصف الأول من 2024 حسب تقرير مجلس الذهب العالمي - الخبر الان

0 تعليق ارسل طباعة

الاثنين 02 ديسمبر 2024 | 11:34 مساءً

الدول الأكثر شراءً للذهب في النصف الأول من 2024

ريان العنزي

يشكل الذهب محورًا رئيسيًا في السياسات الاقتصادية العالمية، حيث يُعتبر ملاذًا آمنًا في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي والجيوسياسي. ويكشف تقرير مجلس الذهب العالمي للنصف الأول من عام 2024 عن تغييرات مهمة في حجم احتياطيات الذهب لدى عدد من الدول. يسلط التقرير الضوء على الدول التي زادت من مخزوناتها من الذهب، وأخرى قامت بتقليصها، مما يعكس سياسات مالية مختلفة تعتمدها هذه الدول لتحقيق الاستقرار الاقتصادي. في هذا التقرير، نستعرض بالتفصيل حجم شراء الذهب من قِبل الدول المختلفة وأسباب هذا الاتجاه.

قائمة الدول الأكثر شراءً للذهب

1-بولندا

تصدرت بولندا قائمة الدول الأكثر شراءً للذهب بإضافة 18.7 طنًاإلى احتياطياتها. تعكس هذه الزيادة تركيز بولندا على تعزيز استقرارها النقدي وسط تقلبات الأسواق الأوروبية والعالمية. كما تعكس هذه الخطوة اعتماد الدولة على الذهب كوسيلة لحماية الاقتصاد الوطني من تقلبات العملة وأسواق الطاقة.

2-الهند

حلت الهند في المركز الأول جنبًا إلى جنب مع بولندا، حيث أضافت أيضًا 18.7 طنًا من الذهب إلى احتياطياتها. يبرز هذا التوجه أهمية الذهب في الاقتصاد الهندي كعنصر أساسي في السياسات النقدية. فالهند تُعد من أكبر مستهلكي الذهب في العالم، سواء كاحتياطيات رسمية أو في السوق المحلية، مما يجعل زيادة احتياطياتها جزءًا من استراتيجيتها طويلة الأمد لتعزيز الاستقرار النقدي.

3-تركيا

جاءت تركيا في المرتبة الثالثة، حيث أضافت 14.6 طنًا إلى احتياطياتها من الذهب. تُعد تركيا واحدة من أكثر الدول اهتمامًا بالذهب في السنوات الأخيرة، إذ تسعى لتقليل اعتمادها على العملات الأجنبية وحماية اقتصادها من تقلبات التضخم وانخفاض قيمة العملة المحلية. يمثل هذا التوجه استمرارية لسياسة البنك المركزي التركي في تعزيز احتياطياته من الذهب كوسيلة للتحوط من الأزمات الاقتصادية.

4-أوزبكستان

أضافت أوزبكستان *7.5 طنًا* من الذهب خلال النصف الأول من العام، مما يعكس نهجها في تقوية احتياطياتها لتعزيز استقرار اقتصادها الناشئ. تعتمد الدولة على الذهب كجزء من استراتيجيتها لتعزيز الثقة في نظامها المالي وضمان استقرار عملتها الوطنية.

5-التشيك

سجلت التشيك زيادة ملحوظة في احتياطيات الذهب بمقدار 5.9 طنًا. تعكس هذه الزيادة توجه البنك المركزي التشيكي نحو اعتماد الذهب كأداة استقرار مالي وسط التقلبات الاقتصادية في أوروبا.

الدول ذات التغير الطفيف أو المستقر

1-رومانيا

لم تسجل رومانيا أي تغيير في احتياطياتها من الذهب، حيث حافظت على استقرار حجم احتياطياتها دون زيادة أو نقصان. يشير ذلك إلى سياسة مالية متحفظة تستند إلى استقرار الأوضاع الاقتصادية المحلية دون الحاجة إلى تعديل الاحتياطيات.

2-المكسيك

سجلت المكسيك انخفاضًا طفيفًا في احتياطيات الذهب بمقدار *0.2 طنًا*. قد يكون هذا التراجع نتيجة بيع كميات صغيرة من الذهب لدعم الاحتياجات النقدية قصيرة الأجل.

3-ألمانيا

أظهرت ألمانيا انخفاضًا بمقدار 0.8 طنًا، مما يعكس ربما تعديلات بسيطة في احتياطيات الذهب نتيجة استراتيجية إعادة توازن أصولها.

الدول التي خفضت احتياطياتها

1-سنغافورة

شهدت سنغافورة انخفاضًا كبيرًا في احتياطياتها من الذهب بمقدار *7.8 طنًا*. يُرجح أن هذا الانخفاض يعكس إعادة تخصيص الموارد للاستثمار في أصول أخرى، مثل الأسهم أو السندات، أو لتلبية احتياجات مالية عاجلة.

2-كازاخستان

كانت كازاخستان الدولة الأكثر تخفيضًا لاحتياطياتها من الذهب، حيث قلصتها بمقدار 11.8 طنًا. قد يكون السبب وراء هذا التوجه هو بيع الذهب لتعزيز السيولة أو دعم العملة الوطنية، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية المحلية.

تحليل الاتجاهات الاقتصادية

يعكس هذا التقرير اتجاهين متباينين في تعامل الدول مع الذهب:

- زيادة احتياطيات الذهب:ويُلاحظ هذا التوجه في دول مثل بولندا والهند وتركيا، التي تعمل على تعزيز استقرارها النقدي باستخدام الذهب كأداة للتحوط ضد التضخم وتقلبات العملة.

-تقليص احتياطيات الذهب: ظهر هذا الاتجاه في دول مثل كازاخستان وسنغافورة، التي قد تواجه ضغوطًا مالية تدفعها إلى بيع الذهب لتمويل مشروعات أو لدعم ميزان المدفوعات.

الذهب يُعد أحد أكثر الأصول أمانًا، وهو ما يدفع الدول إلى الاحتفاظ به كجزء أساسي من سياساتها النقدية.

أهمية الذهب في الاستراتيجيات الاقتصادية

الارتفاع في احتياطيات الذهب يعكس إدراك الدول لأهمية المعدن النفيس كركيزة أساسية للاقتصاد، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية، مثل التضخم وارتفاع أسعار الفائدة. في المقابل، تخفيض بعض الدول لاحتياطياتها قد يعكس أولويات مختلفة، مثل دعم السيولة أو الاستثمار في أصول أخرى.

يشير تقرير النصف الأول من عام 2024 إلى أن الذهب يظل أحد الأصول الأساسية التي تعتمد عليها الدول لتعزيز استقرارها الاقتصادي. من المتوقع أن تستمر هذه الاتجاهات في ظل استمرار التحديات العالمية. الدول التي تزيد احتياطياتها تسعى إلى تقليل اعتمادها على العملات الأجنبية، بينما تلك التي تخفضها قد تستغل مواردها في مجالات أخرى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق