20 ديسمبر، 20:45
المنظومة التعليمية والتربوية الحالية في تونس لها نتائج كارثية على نسبة كبيرة من التلاميذ. أغلبهم يبذل مجهودات كبيرة ومضنية ويقوم بكل ما يمكنهم القيام به وبما هو مطلوب منهم (حضور في القسم، مراجعة في المنزل لساعة متاخرة من الليل، ساعات إضافية) وما يعنيه ذلك من تعب، تضحية، … ليحصل بعد كل ذلك على عدد متدني وغير منتظر بالمرة. النتيجة هي شعور بالاحباط، باليأس، بالنقمة قد يصل لحد الاكتئاب والرهاب من الامتحانات و حتى الإصابة بأمراض نفسية-جسدية maladies psychosomatiques.
فالتلميذ لم يعد يعرف ماذا يفعل حتى يحسن نتائجه (بما انه بذل كل ما في وسعه)، وقد يقتنع بالعجز impuissance apprise وأن الأمور تتجاوزه ولا قدرة له على تغييرها، وينتابه الشك في قدراته الذهنية وتتزعزع ثقته في نفسه.
ويضاف لذلك شعوره بالذنب، لأنه أرهق والديه بالمصاريف والأتعاب، دون أن يهديهما النتائج المرجوة والتي ينتظروها منه.
والأستاذ الذي يتحصل أغلب التلاميذ في قسمه على اعداد سلبية، علبه مراجعة نفسه والوعي بالتأثير الشديد لذلك على نفسية التلميذ ومستقبله وقد تدفعه للانقطاع عن التعليم. وهذه النتائج السلبية لا يمكن أن تكون إلا نتيجة عجزه عن تبسيط و تبليغ المعلومة بصفة سلسة و عن التصرف السليم في الوقت و في القسم.
مستقبل أبناءنا على المحك وعلى الجميع (من سلط معنية، مربيين وأولياء وتلاميذ أيضا) التحرك العاجل، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، بتشريك جميع المتدخلين والمختصيين في المجال.
ومن اهم الإجراءات اللازمة هي التخفيف من محتوى المواد المدروسة وتخليص وقت أطول للأنشطة الاجتماعية والرياضية والترفيهية، والحرص على تشجيع التلاميذ ودعم ثقتهم في الوصول لمبتغاهم التعليمي، وترغيبهم في الدراسة وغرس القناعة في إمكانية تحقيق ما يصبون إليه.
0 تعليق