لوحظ خلال الفترة الأخيرة انتشار الخنازير البرية في مناطق مختلفة من المملكة، خصوصا بمناطق الحوز، مما يثير قلقا متزايدا لدى الساكنة بسبب خطورتها. فما سبب هذا التكاثر؟
أفادت الوكالة الوطنية للمياه والغابات بأنها تتابع ببالغ الاهتمام ظاهرة تكاثر الخنازير البرية في بعض مناطق المملكة، التي أصبحت مصدر قلق متزايد للسكان المحليين والفلاحين، نظرا للأضرار التي تلحقها بالمحاصيل الزراعية والأنشطة الاقتصادية.
تفسيرات وكالة المياه والغابات
أوضحت الوكالة الوطنية للمياه والغابات، أن سبب تكاثر هذه الخنازير البرية يعود لعدة عوامل، أبرزها اختفاء المفترسات الطبيعية، حيث تسجل الوكالة انقراض بعض الحيوانات المفترسة، وعلى رأسها النمر، الذي كان يلعب دورا حاسما في ضبط أعداد هذا النوع بشكل طبيعي.
وترجع الوكالة هذا التكاثر إلى الطبيعة البيولوجية للخنزير البري، حيث تتميز بقدرة استثنائية على التكاثر، وتستطيع أنثى الخنزير إنجاب ما يصل إلى 10 صغار سنويا، مما يُسهم في تضاعف الأعداد بشكل سريع.
كما أوضحت الوكالة أن الخنزير البري يعتبر من الأنواع الصلبة والقادرة على التكيف مع مختلف البيئات الطبيعية والزراعية، بالإضافة إلى قدرته على التنقل لمسافات طويلة قد تصل إلى عشرات الكيلومترات بحثا عن الموارد الغذائية أو بيئة مناسبة للعيش.
إشكالية ذات بُعد عالمي
أشارت الوكالة الوطنية للمياه والغابات أن ظاهرة تكاثر الخنزير البري لا تقتصر على المغرب، بل تُعد مشكلة عالمية تواجهها العديد من الدول، مثل فرنسا، إسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
وأبرزت أن الخنزير البري هو نوع من الحيوانات البرية التي كانت نادرة في بعض المناطق المغربية، لكنها بدأت تظهر بشكل متزايد في مناطق متعددة مثل الحوز المعروف بصعوبة تضاريسه وتنامي الفلاحة في بعض مناطقه مثل أيت أورير وأمزميز، والتي أضحت مصدر قلق للساكنة المحلية وللفلاحين بسبب الأضرار التي قد يسببها هذا الحيوان بالمحاصيل والأنشطة الزراعية.
الخطة الوطنية لضبط أعداد الخنزير البري
ذكرت الوكالة الوطنية للمياه والغابات أنه أمام الاشكال المتعلق بتكاثر الخنزير البري والتهديد الذي يشكله على الممتلكات، وفي إطار حرصها على التصدي لهذه الظاهرة، جرى وضع خطة وطنية مُحكمة تعتمد على أسس علمية وتنظيمية وتجارب دولية رائدة، وتهدف إلى إعادة التوازن البيئي وحماية الأنشطة الفلاحية وممتلكات المواطنين.
وأوردت أنه من أبرز محاور هذه الخطة تحديد النقاط السوداء، حيث أُجري مسح ميداني دقيق لإحصاء المناطق المتضررة، وقد تم تحديد 360 نقطة سوداء على الصعيد الوطني.
وتضيف أنه تم تنظيم أزيد من 1400 إحاشة خلال موسم 2023-2024، خصوصا في المناطق الأكثر تضررا، وأسفرت عن القضاء على ما يقارب 7000 خنزير بري، في حين فاق العدد 8000 خنزير خلال الموسم الفارط.
وتابعت أنه تمت برمجة 1385 إحاشة خلال موسم 2024-2025، خصوصا في المناطق الأكثر تضررا، بالإضافة إلى اللجوء إلى نصب الفخاخ كحل تكميلي في المناطق التي لم تُحقق فيها الإحاشات النتائج المطلوبة، وهو إجراء أثبت فعاليته.
وأكدت الوكالة أنه استنادا إلى خبرات وتجارب دولية ناجحة، مثل التجربة الفرنسية والأمريكية، تم اعتماد تقنيات حديثة ومنهجيات ميدانية لضمان تنفيذ فعّال للخطة الوطنية.
كما قامت الوكالة الوطنية للمياه والغابات باتخاذ تدابير تنظيمية تهدف إلى تسهيل عمليات ضبط أعداد الخنزير البري، ومن أبرزها الانتقال من نظام الترخيص الإداري إلى نظام التصريح القبلي، وتوفير الإمكانيات الضرورية.
المصدر: SNRTnews
0 تعليق