رجاحة الموقف المغربي من قضية الصحراء تفقد البوليساريو اعتراف 50 دولة - الخبر اليمني

0 تعليق ارسل طباعة

يشهد ملف الصحراء المغربية تحولاً جذريًا في المشهد الدبلوماسي العالمي، حيث تتواصل سلسلة التراجعات عن الاعتراف بما يُعرف بـ “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية” (RASD)، وهي الكيان الذي أعلنه جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر. ومع استمرار هذا التوجه، يُعزز المغرب موقعه الدبلوماسي على الساحة الدولية.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة “جون أفريك”، فإنه في العقود التي تلت إعلان الجبهة الانفصالية للكيان المزعوم، اعترفت به أكثر من 80 دولة. إلا أن هذا الرقم شهد تآكلاً كبيرًا، حيث تراجعت أزيد من 50 دولة عن اعترافها، مما قلَّص عدد الدول الداعمة إلى 34 فقط بحلول عام 2023. ومن بين هذه الدول، 22 دولة إفريقية، و8 دول في أمريكا الجنوبية، و4 دول في آسيا، بينما يظل 113 دولة من أعضاء الأمم المتحدة لم تعترف قط بهذا الكيان.

التحولات الأخيرة، تشمل قرار الإكوادور، عضو مجلس الأمن للأعوام 2023-2024، بتعليق اعترافها بالكيان الانفصالي خلال اجتماع مع وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة في الثاني من دجنبر الجاري. هذا القرار، وفق التقرير، يبرز عزلة الجبهة الانفصالية على المستوى الدولي، ويمثل جزءا من سلسلة طويلة من التحولات التي شهدتها مواقف العديد من الدول عبر العقود الماضية.

وكانت إفريقيا الساحة الأبرز لدعم البوليساريو، لكنها شهدت تغيرات جوهرية في السنوات الأخيرة. منذ عام 1997، سحبت 19 دولة إفريقية اعترافها، نتيجة للجهود الدبلوماسية المغربية المكثفة. فيما كانت عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي عام 2017 بعد غياب دام 35 عاما نقطة تحول، حيث استفاد المغرب من هذا الإطار لتعزيز علاقاته الثنائية مع العديد من الدول.

من بين الدول الإفريقية التي لا تزال تعترف بالكيان المزعوم، الجزائر وجنوب إفريقيا وأنغولا ونيجيريا. إلا أن الدول الإفريقية الأخرى، بما في ذلك مصر، تونس، والسنغال، لم تعترف به أبدا. وعلاوة على ذلك، افتتحت 30 دولة إفريقية قنصليات لها في الأقاليم الجنوبية المغربية، مما يعزز دعمها الواضح للوحدة الترابية للمغرب.

وشهدت أمريكا الجنوبية والوسطى تحولا مشابها، حيث تراجعت 19 دولة عن اعترافها بالجبهة الانفصالية، من بينها الإكوادور، هندوراس، والسلفادور. وأعربت دول كبرى مثل البرازيل والأرجنتين عن دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي. ويظل موقف كوبا وفنزويلا من بين الاستثناءات النادرة في هذه المنطقة.

في كولومبيا، رغم اعترافها بالبوليساريو في الثمانينيات، أبدت مواقف أكثر حيادية مؤخرًا. وأشادت بجهود المغرب للتوصل إلى حل سياسي للنزاع تحت مظلة الأمم المتحدة.

وتظل آسيا وأوقيانوسيا مناطق لم تحظ فيها الجبهة الانفصالية بدعم يُذكر. فقط أربع دول آسيوية صغيرة تعترف بالكيان، مقابل انسحابات متكررة من دول أخرى مثل الهند وأفغانستان. في أوقيانوسيا، ليستطيع المغرب إقناع ست دول بسحب اعترافها، بما في ذلك بابوا غينيا الجديدة وجزر سليمان.

وحسب التقرير، يعكس هذا التراجع الدولي نجاح الاستراتيجية المغربية التي تقوم على تعزيز العلاقات الثنائية، وفتح قنصليات في الأقاليم والجنوبية، وإطلاق مبادرات تنموية في الصحراء. المبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي حظيت بدعم قوى عالمية مثل الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، أصبحت الإطار الأساسي لأي تسوية سياسية.

كما استطاع المغرب تحقيق اختراقات مهمة على مستوى المؤسسات الدولية. على سبيل المثال، لم تُجدَّد مجموعة دعم البوليساريو في البرلمان الأوروبي في 2023، مما يمثل انتصارًا دبلوماسيًا آخر للمغرب.

مع تراجع الاعتراف الدولي بالكيان الانفصالي، وتزايد الدعم للمغرب ولمبادرته للحكم الذاتي، بات واضحًا أن الكفة تميل لصالح الوحدة الترابية للمغرب. مما يعزز مكانة المغرب كشريك موثوق في المجتمع الدولي ويؤكد نجاح جهوده الدبلوماسية في إدارة هذا الملف الحساس.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق