شرع المخرج والمنتج المغربي المثير للجدل، نبيل عيوش، في عرض فيلمه السينمائي الجديد “في حب تودا” داخل القاعات السينمائية المغربية، بعد جولة دولية شملت عدة مهرجانات عالمية، منها “كان”، وتمثيله للمغرب في الأوسكار.
يحكي الفيلم قصة “تودا”، وهي امرأة تحلم بشيء واحد فقط، وهو أن تصبح شيخة. تشارك تودا كل ليلة في حفلات تُقام في حانات بلدتها الريفية الصغيرة تحت أنظار الرجال. وبعد تعرضها لسوء المعاملة والإذلال، قررت ترك كل شيء والهجرة إلى مدينة الدار البيضاء.
في الحوار التالي مع جريدة “العمق”، يتحدث نبيل عيوش عن سبب اختياره لموضوع “الشيخة” كتيمة أساسية لفيلمه الجديد، وعن الاتهامات التي وُجهت له بفرض مواضيع شاذة ودخيلة على الثقافة المغربية في السينما، واحتكار أفلامه لتمثيل المغرب في الأوسكار.
لماذا اخترت الحديث عن “الشيخة” في فيلمك السينمائي الجديد “في حب تودا”؟
الشيخات متواجدات في المجتمع المغربي منذ سنين، لا يجب نسيان الدور الذي قمن به في تاريخ المغرب خاصة في فترة الاستعمار عندما كن يدافعن عن بلادهن ويوصلن رسائل كثيرة.
أرى أن هناك ظلما لصورة الشيخة في المجتمع اليوم، أنا أحترم هؤلاء النسوة، ويجب أن يتم النظر إليهن كفنانات يعملن على إيصال فن العيطة بأنواعه.
لكنك لم تقدم “الشيخة” بالصورة التي تحدثت عنها الآن، الفيلم اختصر حياتها في الغناء في الملاهي الليلية والتحرش
أنا لم أنجز فيلم “في حب تودا” للحديث عن تاريخ الشيخة والعيطة، إذا أردت أن أقوم بذلك ففيلم واحد لن يكفي والأمر يحتاج لعشرات الأفلام والأعمال الوثائقية، لقد اخترت أن أتحدث عن سيدة تدعى تودا (نسرين الراضي) تحلم بأن تصبح شيخة.
على الجمهور الذي سيرغب في مشاهدة الفيلم في القاعات السينمائية أن يعلم بأنه لا يتناول تاريخ الشيخة وإنما سيدة تدافع عن حقوقها وحملها بأن تصبح فنانة بكرامة وتؤسس مستقبلا لها ولابنها.
لماذا تحتكر أفلامك تمثيل المغرب في الأوسكار؟
اعتبر أن اختيار أفلامي لتمثيل المغرب في الأوسكار شرف كبير بالنسبة لي ومسؤولية كبيرة على عاتقي، فيلم “في حب تودا” على سبيل المثال حظي بتفاعل كبير لدى الجمهور الأمريكي الذي شاهده، لقد أخبرني البعض أنهم شعروا بأغاني العيطة التي أدتها نسرين الراضي ولمستهم رغم أنهم ليسوا مغاربة، لأنها تتناول نفس المواضيع التي يدافع عنها هم، إنه فيلم يمكنه أن يسافر إلى أي بلد ويفهمه أي جمهور.
هل تعتبر نفسك وجه السينما المغربية في العالم؟
لا، هناك الكثير من المخرجين والمخرجات المغاربة الذين قاموا بعمل كبير لإيصال السينما المغربية للمستوى الحالي الذي لم تصل له من قبل، يجب أن نكون فخورين بذلك، وأنا أراهم جميعا كأصدقاء وشركاء ونحن جميعا ننتمي إلى عائلة السينما المغربية.
هل يزعجك اتهامك بفرض أفكار شاذة ودخيلة على الثقافة المغربية في السينما؟
العمل في مجال السينما يجعلك تتعامل مع فئتين من الناس، الأولى تفهم ما تقدمه، والثانية ترفض سماعك ورؤيتك، وهذا أمر طبيعي، علاقتي مع الجمهور المغربي صريحة، أحبهم وأحب بلدي كثيرا، يمكن أن أنجح في بعض المرات وأفشل في أخرى، لكن الوقت طويل، وربما لن أكون متواجدا بعد عشر سنوات لكن أعمالي ستبقى حاضرة وسيراها جمهور آخر بعين جديدة.
لماذا تقحم مواضيع شاذة مثل المثلية الجنسية في أفلامك؟
لا أتعمد ذلك، أنا لا أفكر بشكل مسبق أثناء اشتغالي على عمل جديد في إدراج الطابوهات داخله، وإنما ألتقي مع مجموعة من الناس وأستمع إلى قصصهم من أجل كتابة السيناريو، وهو نفس الأمر الذي قمت به في فيلم “في حب تودا”، استمعت إلى قصص العديد من النسوة وأحلامهن وأردت أن يراها الناس من أجل أن يغيروا رأيهم حولهن.
ما هو هدفك من مشهد غناء نسرين الراضي مع صوت الأذان في فيلم “في حب تودا”؟
لم أخطط للمشهد، ولم يكن مكتوبا في السيناريو، عندما كانت نسرين الراضي تتدرب على مشهد أدائها لأحد أغاني العيطة، رُفع الأذان في المسجد الذي كان بجانب الفندق الذي كنا متواجدين فيه، قررت الاستمرار في التصوير عندما رأيتها تتفاعل بشكل عفوي معه، أعجبني ذلك ورأيت شيئا جميلا لم يسبق لي رؤيته فقررت الاحتفاظ به وتوظيفه في الفيلم.
0 تعليق