انطلقت الورشة التدريبية الأولى ” إعداد الممثل ” أول أمس السبت 14 دجنبر 2024، المقامة ضمن برنامج ”الحل كاين في المسرح” بتنظيم من جمعية آكون بشراكة مع المجلس الجماعي القليعة وبتنسيق مع مؤسسة أجيال سوس الخاصة القليعة.
ركزت فعاليات الورشة التي احتضنتها مؤسسة أجيال سوس القليعة وبتأطير من الفنان المسرحي نور الدين التوامي خريج المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي بالرباط، على تنمية وتشجيع موهبة التمثيل لدى المشاركين وتعليمهم وتدريبهم على أساسيات التمثيل والإلقاء، واستخدام حركات الجسد كأداة للتعبير والتواصل، إضافة إلى تعريف المشاركين على كيفية توظيف حركة الجسد في عالم المسرح.
وقال مدير برنامج ”الحل كاين في المسرح” المسرحي خالد العاقل، ان الورشة تهدف الى تتطوير الأسس الضرورية الاولى لأي شاب يريد أن يخطو خطوته الاولى في المسرح، مؤكدا في الوقت ذاته أن هذه الورشة “لم تكن مجرد جلسة تعليمية، بل هي تجربة شاملة ساعدت المشاركين على اكتشاف طاقاتهم، تعزيز ثقتهم بأنفسهم، والتعبير عن مشاعرهم من خلال الأداء المسرحي”.
وأكد أيضا ”العاقل” أن هذه الورشة بمثابة انطلاقة للشباب المنخرطين في البرنامج، حيث سيكملون هذا المشروع إلى آخر مراحله من خلال الورشات المقبلة.
وتميزت الورشة بحضور كل من الفنان الامازيغي عبد الله بوكرن، ورئيس لجنة الشؤون الثقافية والرياضية لجماعة القليعة احمد الشاغوفي، اضافة الى كاتب المجلس الجماعي القليعة احمد زكى.
وتجدر الإشارة أن مؤطر الورشة ”نورالدين التوامي” هو فنان ومخرج مغربي من الأسماء اللامعة في الساحة الفنية الوطنية، يتميز برؤيته الإبداعية العميقة وشغفه بالمسرح والسينما، خريج المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط (2001-2005)، وحاصل على دبلوم الدراسات العليا المعمقة (2005-2007)، بدأ مسيرته الفنية بمزيج من التكوين الأكاديمي والموهبة الفطرية.
بخبرة تفوق العقدين، شغل التوامي عدة مناصب قيادية في المجال الفني، أبرزها المدير الفني لمهرجان مسرح الشارع بالعيون (2015-2018)، ومدير فني لمهرجان سينما الشباب بيوكرى (2015-2018)، ومدير فرقة أكبار . في كل هذه الأدوار، كان له تأثير واضح على تطور الفن المسرحي، حيث كان قائداً للأجيال الصاعدة وساهم في إنتاج أعمال مبتكرة تلامس قضايا الإنسان وتعكس الواقع الثقافي المغربي بعمق.
من أبرز أعماله كمخرج مسرحي نذكر “أمان نمارور” و”أشقاب لنتخاب ” اللتين أخرجتا في 2022، و”شكون نتوما” (2015)، وهي أعمال تحمل بصمته الفنية الخاصة، حيث مزجت بين الفكر العميق والأسلوب الإبداعي الحديث. كما كان مساعداً في إخراج عدة أعمال مثل “حكاية سندريلا” و”بوخيل”، مشاركاً في خلق أعمال فنية متميزة تحاكي الروح الإبداعية.
كممثل، تألق نور الدين في عدة أعمال مسرحية وتلفزيونية. شارك في مسرحيات بارزة مثل “بوخيل” (2020)، و”رأس المصائب” (2018)، و”180 درجة” (2011). أما في عالم التلفزيون، فقد شارك في مسلسلات وأفلام عدة من أقواها ” طارق إبن زياد ” الفلم التاريخي الذي لعب فيه دور طارق ابن زياد بالامازيغية والذي ترجم للغة العربية والدارجة المغربية ولقي نجاح كبير على الصعيد العربي سنة (2007) و”حليب أسود” (2020)، و”الغريبة” (2020)، و”القلب المجروح” (2016)، ليظهر تنوعه الفني وقدرته على تقديم أدوار متباينة.
ولم يكن غريباً أن يمتد تألقه إلى السينما، حيث شارك في أفلام مهمة منها “Close” (2017)، و”Behind the Sea” (2014)، و”Tamghra Oughraabou” (2013)، ليترك بصمة واضحة في كل عمل قدمه، مجسداً عمق الشخصية والروح المغربية.
بفضل قدراته التواصلية العالية، وحسه الإبداعي المتجدد، استطاع نور الدين التوامي أن يجمع بين الأصالة والتجديد، ليصبح علماً من أعلام الفن المغربي، يشق طريقه بثبات نحو العالمية، محافظاً على هويته الفنية المغربية العريقة.
أشرف كانسي
0 تعليق