على خلفية محاكمة اليوتيوبر رضا البوزيدي، المعروف عبر منصات التواصل الاجتماعي بلقب "ولد الشينوية"، اعتبرت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بالدار البيضاء، في مرافعتها بجلسة المحاكمة، أن وسائل التواصل الاجتماعي وما تشهده من مظاهر "التفاهة" أصبحت تشكل خطراً على المجتمع، لا سيما على الأطفال. وقد انتهت أطوار المحاكمة بإدانة المتهم بثلاث سنوات حبسا.
في هذا السياق، صرح منير عبدون، الباحث في علم الاجتماع، لـ"أخبارنا" قائلاً: "قبل أن يعرف المغاربة وسائل التواصل الاجتماعي، كان المجتمع يتبع نهج النخب التي تقوده بما تمتلكه من رصيد ثقافي متنوع يؤهلها لدفعه نحو التقدم، عكس ما أصبحت عليه الحال اليوم برعاية التافهين".
وأضاف المتحدث أن "هذا يفسر ترحيب المغاربة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالقرارات التي تتخذها النيابة العامة في كبح مظاهر التفاهة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يبقى القضاء وسيلة فعالة لمحاربة هذه الظواهر التي باتت تهدد المجتمع المغربي".
كما أعرب عبدون عن استغرابه من "منسوب المشاهدات المرتفع الذي تحققه هذه المقاطع، رغم أنها لا تعدو أن تكون فيديوهات خادشة للحياء تحتوي على مشاهد يندى لها الجبين، وهو ما أصبح محل استنكار غالبية رواد مواقع التواصل الاجتماعي".
وفي سياق متصل، كشف تقرير أنجزه المركز المغربي للمواطنة أن الثقة في المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي شهدت انخفاضًا كبيرًا، حيث أظهر البحث أن 5.9٪ فقط من المشاركين يثقون في صناع المحتوى، بينما لم تتجاوز نسبة الثقة في المؤثرين 2.0٪. ويرجع التقرير هذا الانخفاض إلى انتشار الممارسات السلبية بين المؤثرين، مثل الإعلانات المضللة، والترويج للمنتجات الوهمية، واستغلال المحتوى الجنسي لجذب المتابعين.
0 تعليق