التلاعب بصفقة ملاعب القرب يحوم حول جماعة أزيلال.. والرئيس: الأشغال أنجزت مجانا - الخبر اليمني

0 تعليق ارسل طباعة

كشف مصادر خاصة لجريدة “العمق” أن جماعة أزيلال شهدت سلسلة من “الخروقات القانونية والإدارية” في تدبير عملية صيانة ملاعب القرب، حيث تم تنفيذ الأشغال المتعلقة بهذه الملاعب قبل الإعلان عن الصفقة الخاصة بها. وأوضحت المصادر أن هذه الأشغال قد أُنجزت “دون أي مراقبة” أو متابعة لضمان جودة التنفيذ، وهو ما يثير العديد من التساؤلات والشكوك حول مدى احترام الإجراءات القانونية المتبعة في الصفقات العمومية.

وأضافت المصادر ذاتها،  أن الأشغال المتعلقة بصيانة ملاعب القرب في جماعة أزيلال قد تمت سنة 2023 من طرف مقاولة مقربة من أحد أعضاء المجلس بأزيلال، وذلك قبل الإعلان عن الصفقة الرسمية التي كانت تهدف لاختيار العرض الأفضل.

وهو أمر يتناقض تماما مع الإجراءات القانونية المنصوص عليها في قانون الصفقات العمومية، التي تفرض الإعلان عن الصفقات أولا قبل البدء في تنفيذ أي أعمال، فضلا عن غياب تتبع الأشغال وضمان جودتها، وهو ما ينعكس سلبا على المشاريع العامة ويعرض المال العام للخطر. وفق معطيات جريدة “العمق”.

وبحسب المعطيات التي حصلت عليها جريدة “العمق”، فقد تم الإعلان في وقت لاحق عن الصفقة رقم 04/2024/ج.أ، والتي كانت تهدف إلى تسوية “أشغال منجزة مسبقا”. هذا الإعلان جاء بمثابة تسوية للأعمال التي تم تنفيذها سابقا، وهو ما يعد خرقا صريحا لقوانين الصفقات العمومية. إذ كان من المفترض أن يتم الإعلان عن الصفقة أولا، ثم يتم تنفيذ الأشغال بعد ذلك وفقا للإجراءات القانونية المعمول بها. ومع ذلك، تم إلغاء هذه الصفقة بشكل مفاجئ و”تعسفي”، وهو ما يطرح تساؤلات حول الأسباب الحقيقية لهذا القرار الذي جاء “عكس ما تم التخطيط له” في البداية، على حد تعبير المصادر ذاتها.

وأكدت مصادر الجريدة، أن “هذا الوضع أضاف مزيدا من الغموض حول الطريقة التي تم بها تدبير هذه الصفقة، وهو ما دفع إلى نشوء العديد من الأسئلة حول شفافية العملية. حيث تم اتخاذ إجراءات متسارعة تخللتها قرارات متناقضة، مما أثر على مصداقية عملية تدبير الصفقات العمومية في هذه الجماعة”. وأضافت أن هذا التلاعب في الإجراءات قد يؤدي إلى عواقب قانونية خطيرة على مستوى الجماعة.

وأشارت إلى هذا الملف تسبب في “متابعة قضائية ضد الجماعة من طرف المقاول الذي فاز بالصفقة بمبلغ قدر بأزيد من 100 مليون، مضيفا أنه في حالة انتهت هذه القضية بحكم قضائي لصالح المقاول، فهذا يعني أن الجماعة ستكون مطالبة بسداد مبالغ ضخمة، وهو ما يزيد من الأعباء المالية على السكان وعلى ميزانية الجماعة، وهو ما يمثل هدرا للمال العام.

وفيما يتعلق بالصفقة رقم 09/2024/ج.أ، أوضحت المصادر أنها قد أُعلنت بغرض ما وصفته بـ”التمويه” على الوضع القائم في عملية تدبير الصفقات، حيث تم الإعلان عن الصفقة في محاولة لتهدئة الوضع، ثم إلغاؤها بعد فترة قصيرة من الإعلان عنها، مشيرة إلى أنها برمجت في البرنامج التوقيعي لسنة 2024 ممولة من باب ميزانية الحكامة الجيدة، خاصة صيانة وإصلاح المركب الرياضي و القاعة المغطاة.

وقالت إن هذا القرار السريع بإلغاء الصفقة يطرح تساؤلات حول النوايا وراء الإعلان عنها في المقام الأول. مرجة ان يكون الهدف من هذا الإعلان هو التغطية على ما وثف بـ “الخروقات السابقة” وتوجيه الأنظار بعيدا عن المسائل القانونية الحساسة التي تواجهها الجماعة.

وأوضحت المصادر أن تغييب رئيس مصلحة الصفقات والأشغال بجماعة أزيلال لم يكن “عرضيا” كما قد يظن البعض، بل كان “مقصودا”، وهو ما يعكس “استهانة” بالإجراءات القانونية المعمول بها في تدبير المشاريع العامة. كما أن عدم توفر الرقابة والمراقبة المستمرة على هذه الأشغال يفتح الباب أمام “الفساد المالي والتلاعب” بالصفقات، مما يعرقل مساعي تطوير البنية التحتية والمرافق العامة لصالح المواطنين.

وفي سياق متصل، أكدت المصادر أن ما قام به رئيس جماعة أزيلال يشكل “خرقا سافرا” للقانون التنظيمي 113.14 المتعلق بالصفقات العمومية، الذي ينظم كيفية تنفيذ الصفقات في الجماعات المحلية، الذي يفرض على المسؤولين إتمام جميع الإجراءات بشفافية وبطريقة تضمن احترام حقوق جميع الأطراف المعنية. إلا أن ما جرى في هذه الحالة يعد انتهاكا لهذه القواعد ويؤدي إلى تبديد المال العام، مما يضر بمصالح الجماعة والمواطنين في الوقت نفسه، على حد وصف مصادر جريدة “العمق”.

وطالبت المصادر، السلطات الإقليمية، بفتح تحقيق في الموضوع والكشف عن تفاصيل متعلقة بالصفقات المعنية ومستخرج محضر لجنة الأظرفة ومصادقة اللجنة المصغرة، ومصير المبلغ المعتمد المودع لدى الخرينة الإقليمية بازيلال للغرض ذاته.

وفي معرض رده، حول “الخروقات القانونية والإدارية” التي شابت صفقة صيانة ملاعب القرب، أوضح رئيس جماعة أزيلال أن هذه المعلومات “غير دقيقة”، مؤكدًا أنها تتضمن “مغالطات”. وقال رئيس الجماعة إنه تم بالفعل برمجة صيانة ملاعب القرب، لكن الصفقة الخاصة بها لم تنفذ بعد، حيث كانت هناك “أخطاء في الإعلان” الذي تم نشره، مشيرا إلى أن الصفقة لم تكن تخص الملاعب التي تمت صيانتها فعلا، بل كان المقصود بها أعمال أخرى في ملعب كبير وملاعب القاعة المغطاة.

وأشار رئيس الجماعة ضمن تصريح لجريدة “العمق” إلى أن صيانة ملاعب القرب تمت بشكل تطوعي من قبل “مقاول ابن المدينة” الذي أصلح الملاعب مجانا، ولم يتلق أي تعويض عن أعماله، موضحا أن “الوقت كان ضيقا” من أجل تجهيز الملاعب لاستقبال دوريات رمضان، ولهذا السبب تم تنفيذ الأشغال بشكل طوعي من طرف أحد أبناء المدينة الذي كان يمارس في هذه الملاعب.

وأكد رئيس الجماعة أن الأموال التي كانت مخصصة لصيانة الملاعب سيتم الإبقاء عليها ولن تضيع، وسيتم تحويلها إلى مشاريع أخرى في المستقبل، بما يضمن الاستفادة من هذه الاعتمادات بما يعود بالنفع على المدينة.

أما بالنسبة للصفقة التي تم الإعلان عنها والتي كانت تخص إصلاح هذه الملاعي، فقد أشار رئيس الجماعة إلى أن هذه الصفقة “تم إلغاؤها بشكل قانوني” بعد أن تم اكتشاف وجود أخطاء في تفاصيلها. وقال إن المجلس شرح للمقاول الذي فاز بالصفقة الأسباب القانونية التي دعت إلى الإلغاء، مؤكدا أن عملية إلغاء الصفقة تمت بشفافية ووضوح.

وفيما يخص متابعة الأشغال في ملاعب القرب، أشار رئيس الجماعة إلى أن “تتبع الأشغال” تم من طرف تقني مصلحة المساحات الخضراء، رغم أن هذه الأشغال كانت مجانية، مؤكدا أن المجلس عمل بكل جهد لضمان تنفيذ الأعمال على أكمل وجه، حتى وإن لم يكن هناك تعويض مالي للمقاول.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق