وجه الباحث في الشأن الديني والحركات الإسلامية ادريس الكنبوري، انتقدات شديدة اللهجة إلى التيار العلماني في المغرب، الذي اتهمه بـ”استهداف مؤسسة إمارة المؤمنين”، وسجل الكنبوري الذي حل ضيفا على برنامج “نبض العمق” الذي يبث مساء كل جمعة على منصات جريدة “العمق”، أن الخطاب العلماني في المغرب كان في الماضي يُعبر عنه بشكل ضيق من قبل أقلية، إلا أنه مع مرور الزمن أصبح له داعمون كثر على الصعيدين الوطني والدولي.
ونبه الكنبوري إلى أن هذا الخطاب يروج له الآن بطريقة غير مباشرة عبر منظمات دولية وأوصاف تبدو بعيدة عن العلمانية، مثل الحديث عن حقوق الإنسان والحريات الديمقراطية. وقال: “هذه الدعوات قد تلبس ثوب الحريات، لكن في جوهرها هي علمانية بامتياز، حيث يُستخدَم الحديث عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة، لكنه يخفي نوايا تهدف إلى تغيير البنية الدينية والاجتماعية للمجتمع”.
وتحدث الكنبوري عن محاولات العلمانيين للتأثير على القضايا الدينية والشرعية، مثل قوانين الأحوال الشخصية والعقوبات، مشيرا إلى أن هذه القضايا تمرر بشكل هادئ دون إثارة ضجة، حتى تظهر وكأنها جزء من حزمة حقوقية وديمقراطية تتماشى مع المعايير الدولية، بينما في الواقع تهدف إلى تنزيل العلمانية.
وأكد المتخصص في الشان الديني والحركات الإسلامية، أن العلمانيين، في سياق توجهاتهم، قد يوجهون انتقاداتهم في البداية إلى القرآن الكريم والحديث النبوي، ولكن في المستقبل القريب، من المحتمل أن يفتحوا المجال للانتقادات تجاه مؤسسة إمارة المؤمنين باعتبارها جزءا من الشريعة الإسلامية. وقال: “من ينتقد القرآن والحديث، لا بد أن يأتي يوما ما ويطرح الانتقادات تجاه إمارة المؤمنين”، مضيفا أن “هذه المسألة هي مسألة وقت فقط”.
وأعرب الكنبوري عن مخاوفه من أن هذه الحملة العلمانية قد تؤدي إلى تفكيك الوحدة الدينية في المغرب، مشيرا إلى أن ما يحدث الآن هو محاولة لتفكيك وحدة الدين والوطن. واعتبر أن الهوية الدينية للمغاربة تمثل عنصرا أساسيا من وحدتهم الوطنية، التي ترتكز في جزء كبير منها على مؤسسة إمارة المؤمنين.
وعن توجهات العلمانيين في المغرب، قال المتحدث ذاته، إنهم يتخفون وراء التيارات الإسلامية، في محاولة لإخفاء هدفهم الحقيقي المتمثل في تحقيق العلمانية، مستغلين ما يسمى “التيار الديني” أو “التيار الإسلامي” ليظهروا كأنهم يواجهون الإسلاميين فقط. قبل أن يستدرك : “لكن في الواقع، لا مشكلة لهم مع الإسلاميين بقدر ما هي مشكلة مع مؤسسة إمارة المؤمنين، لأنها تدمج بين الدين والسياسة”، مؤكدا أن العلمانيين يرغبون في فصل المؤسسة الدينية عن الدولة، وهو ما يتناقض مع الفهم التاريخي والسياسي للملكية المغربية.
0 تعليق