05:31 ص الإثنين 09 ديسمبر 2024
كشفت دراسة أن سلالة فيروس إنفلونزا الطيور H5N1 المنتشرة بين الأبقار الأمريكية لا يفصلها سوى طفرة واحدة عن الارتباط بسهولة أكبر بالخلايا البشرية، وهو شرط أساسي للانتقال بين البشر للتحول إلى جائحة.
ويقول المؤلف المشارك في الدراسة جيمس بولسون، أستاذ في قسم الطب الجزيئي في سكريبس للأبحاث في كاليفورنيا: "في صورته الحالية، يعتبر فيروس H5N1 أكثر قدرة على إصابة أنواع معينة من الحيوانات من البشر، فقد تسبب في إصابة الملايين من الطيور والأبقار والأبقار الحلوب في الولايات المتحدة، ولكن عدداً صغيراً نسبياً من البشر"، بحسب "مجلة تايم".
وكانت أغلب حالات الإصابة البشرية بين عمال المزارع، ويشير هذا إلى أنه ـ على الرغم من أن فيروس إنفلونزا الطيور ليس جيداً في إصابة البشر ـ فإنه يجد أحيانا طريقة ما عندما يتعرض الناس لتركيزات عالية منه، مثل الاتصال الوثيق بالحيوانات المريضة.
لكن موقع "نيو ساينتست"، أكد أن طفرة واحدة قد تسمح له بإصابة الخلايا المبطنة لأنف الإنسان وحنجرته، ما يزيد من احتمالية انتقاله عبر الهواء، وهذا التغيير وحده لا يكفي لكي يكون الفيروس قادرا على التسبب في جائحة، ومع ذلك، إذا قام فيروس يحمل هذه الطفرة بتبادل الجينات مع فيروس إنفلونزا بشري، فقد يكتسب القدرة على التسبب في جائحة على الفور تقريبا.
ويقول إيان ويلسون من معهد سكريبس للأبحاث في كاليفورنيا: "كلما زاد عدد الأشخاص المصابين، زادت احتمالية حدوث شيء كهذا"، وعلى الرغم من هذا، يعتقد ويلسون أن المخاطر تظل منخفضة، وركز فريقه على الخطوة الأولى في هذه العملية، كيف يحتاج الفيروس إلى التغير حتى يتمكن من الارتباط بسهولة بالخلايا البشرية.
وفي المختبر، درسوا شكلا اصطناعيا من جين من السلالة الفيروسية المنتشرة حالياً بين الأبقار، وقاموا بإجراء طفرات مستهدفة لمعرفة كيف غيرت التحولات من قدرته على الارتباط بالخلايا البشرية.
ويقول بولسون: "النتيجة المدهشة هي أن طفرة واحدة محددة بدت كافية". كانت الأبحاث السابقة حول H5N1، بما في ذلك بحث بولسون، قد أشارت إلى أن المزيد من التغييرات ستكون مطلوبة.
وفي الآونة الأخيرة، تم نقل مراهق كندي مصاب بإنفلونزا الطيور إلى المستشفى، وعندما قام العلماء بتحليل التسلسل الجيني للفيروس المأخوذ من المراهق، وجدوا أنه تحوّر بطريقة قد تجعله أكثر قابلية للانتقال بين البشر، على غرار الطفرة التي حددها فريق بولسون في دراستهم، ولكن لا يبدو أن المراهق قد أصاب أي شخص آخر بالعدوى.
ورغم عدم وجود دليل على انتشار الفيروس من شخص إلى آخر حتى الآن، يقول بولسون إن السلطات الصحية يجب أن تستعد لانتشار أوسع لإنفلونزا الطيور كإجراء احترازي، ويقول إن الأمر يستحق تخزين لقاحات إنفلونزا الطيور ووضع خطط لكيفية توزيعها إذا أصبحت ضرورية.
0 تعليق