ذكرت تقارير اعلامية، أن المغرب مهتم بشراء نظام الدفاع الجوي الروسي S-400 Triumf، والتي تتميز بقدرتها على تحييد الأهداف الجوية في نطاق يصل إلى 400 كيلومتر وعلى ارتفاع 30 كيلومترًا، بحيث يتفوق بشكل كبير على العديد من الأنظمة الغربية المنافسة. يمكن لهذا النظام اعتراض مجموعة متنوعة من التهديدات، بدءًا من الطائرات المقاتلة الشبح وحتى الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، بالإضافة إلى الطائرات بدون طيار.
نظام لا مثيل له للدفاع الجوي المتقدم
بالنسبة للمغرب، سيوفر هذا النظام تغطية جوية لا مثيل لها، وبالتالي تعزيز قدرته على مواجهة التهديدات المحتملة في منطقة تتواصل فيها التوترات الجيوسياسية والعسكرية. إن نطاق ودقة نظام S-400 من شأنه أن يضع القوات المسلحة الملكية (FAR) من بين الجيوش القليلة القادرة على مراقبة مجالها الجوي والدفاع عنه بشكل فعال ضد التدخلات المتطورة.
تاريخياً، اعتمد المغرب على الشركاء الغربيين لبناء ترسانته العسكرية. فقد قدمت الولايات المتحدة، على سبيل المثال، معدات استراتيجية مثل مقاتلات إف-16، وصواريخ باتريوت، وأنظمة دفاعية أخرى. كما قام موردون آخرون، مثل فرنسا وإسرائيل وتركيا والهند، بإثراء مجموعة معدات القوات المسلحة الملكية.
ومع ذلك، فإن الحصول على نظام S-400 من شأنه أن يضيف بعدًا جديدًا لعقيدة الدفاع المغربية. وعلى عكس الأنظمة الأمريكية مثل باتريوت، فإن نظام S-400 قادر على الرد على عدة تهديدات في وقت واحد بفضل صواريخه متعددة الأغراض (48-N6 و77-N6). كما يسمح للمغرب بتقليل اعتماده على الموردين التقليديين، مع تنويع تحالفاته الاستراتيجية. ويمكن أن يمثل هذا خطوة رئيسية في الحفاظ على التوازن ضد الخصوم الإقليميين المجهزين بتقنيات مماثلة، مثل الجزائر، التي قامت بدمج نظام S-400 في ترسانتها في عام 2021.
التحديات السياسية والتكنولوجية والموقف الجيوسياسي المؤكد
وبعيدًا عن الاعتبارات العسكرية البحتة، يعكس الاهتمام بمنظومة S-400 استراتيجية جيوسياسية أوسع من جانب المغرب. ومن خلال إظهار نيتها لتنويع شراكاتها العسكرية، ترسل المملكة إشارة قوية: إشارة إلى وجود لاعب إقليمي قادر على التنقل بين القوى العظمى مع الدفاع عن مصالحها الاستراتيجية.
ومن الممكن أن يعزز هذا النهج أيضًا مكانة المغرب في المنتديات الدولية باعتباره محاورًا متميزًا، ومن المرجح أن يستغل المنافسات بين القوى العظمى لتعظيم قدراته الدفاعية.
جدير ذكره في ذات السياق ، أن نظام S-400 Triumf نظام دفاع جوي ومضاد للصواريخ يستخدم على نطاق واسع من قبل حلفاء الولايات المتحدة وطوره العم سام، يمكن أن يطغى عليه بالتأكيد. وهو الوحيد الذي يشكل أحد البدائل الأكثر شعبية وكفاءة لمنظومة S-400. وهي، إلى جانب أنظمة ناشئة أخرى مثل نظام ثاد (محطة الدفاع عن المناطق المرتفعة، الولايات المتحدة الأمريكية) أحد المنافسين الجديين في سباق الدفاع الجوي المتقدم. ومع ذلك، فإن النطاق والمرونة والتكلفة الأعلى لكل وحدة من هذه القيود هي قيود مقارنة بنظام S-400.
0 تعليق