يعاني الطلبة الجامعيون المغاربة، إلى جانب الأساتذة والإداريين، من تحديات متزايدة مع تطبيق منصة “روزيطا ستون”، التي تم اعتمادها في إطار اتفاق أبرمته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في عهد الوزير السابق عبد اللطيف ميراوي.
ورغم أن الهدف من المنصة هو تعزيز مهارات الطلبة في اللغتين الفرنسية والإنجليزية، إلا أن التجربة أثارت العديد من المشكلات التي أضافت أعباء إضافية على جميع الأطراف.
أبرز هذه المعاناة تتمثل في ضعف البنية التحتية داخل الجامعات، حيث تضم بعض الكليات أكثر من 9 آلاف طالب، بينما لا تتوفر إلا على عدد محدود من القاعات المجهزة بالحواسيب، لتمكين الطلبة من اجتياز الامتحانات على المنصة، وهو ما يجعل استخدامها شبه مستحيل بالنسبة للكثير من الطلبة. كما يواجه الإداريون ضغطًا كبيرًا بسبب نقص الموارد البشرية، ما يضطرهم للتعامل مع الآلاف من الطلبة لتوفير البريد الأكاديمي والدعم الفني اللازم.
من جهة أخرى، يشتكي الطلبة في حديثهم لـ”العمق”، من مشاكل تقنية متكررة، أبرزها صعوبة الولوج إلى التطبيق وعدم احتساب الوقت الذي يقضونه بشكل دقيق، إذ يقضي الطالب ساعات على المنصة، ولا يتم احتساب إلا دقائق قليلة، كما يعاني الكثيرون من عدم وضوح آليات الانتقال بين اللغتين الفرنسية والإنجليزية ضمن النظام، وعدم استخراج شهادات النجاح لدى الكثيرين، بعد اجتياز جميع المراحل.
ولا تقتصر الصعوبات على الجانب التقني فقط، بل تشمل أيضًا تعارضًا منهجيًا مع الدروس الحضورية للغتين الفرنسية والإنجليزية التي تُقدم أسبوعيًا. يجد الطلبة أنفسهم مضطرين إلى تقسيم وقتهم بين الحصص الحضورية والتعلم الإلكتروني، وهو ما يثقل كاهلهم ويؤثر سلبًا على جودة تعلمهم.
في ظل هذه الأوضاع، لجأ بعض الطلبة إلى ممارسات غير قانونية مثل التحايل لزيادة عدد الساعات المحسوبة أو محاولة قرصنة التطبيق، تعبيرًا عن الإحباط الذي يعيشونه.
ويطالب العديد منهم بإعادة النظر في اعتماد المنصة بشكل كامل، مشددين على ضرورة التركيز على تحسين الحصص الحضورية بدلًا من فرض تطبيق غير مهيأ بشكل جيد لمتطلبات الواقع الجامعي.
0 تعليق