صراخ حوثي على وقع تحركات الرياض .. سلامٌ تحت العصا الأمريكية - الخبر اليمني

0 تعليق ارسل طباعة

كريتر نت – متابعات

على عكس التسريبات والمزاعم التي تم ضخها خلال اليومين الماضيين ، لم يشهد الملف اليمني خلال الساعات الماضية أي اختراق يُذكر في مسار السلام ، يقطع الطريق على عودة الحرب في البلد مدفوعاً بالتطورات الإقليمية التي باتت ترسم ملامح جديدة لخريطة النفوذ بالمنطقة.

هذه التسريبات التي تداولها ناشطون ووسائل إعلام يمنية كانت تزعم بقرب التوقيع على خارطة الطريق في العاصمة السعودية الرياض بين جماعة الحوثي ومجلس القيادة الرئاسي ، وحصول الجماعة على تنازلات إضافية على ما حصلت عليها بهذه الخارطة.

ووفق المزاعم السابقة ، فان التوقيع على الخارطة سيكون عقب لقاء يجمع بين رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي بسفراء دول الرباعية (السعودية والامارات وامريكا وبريطانيا) بالإضافة الى فرنسا ، سيعقبه اجتماع للمجلس لإقرار الخارطة والتوقيع عليها.

وهو ما تم خلال الساعات الـ 48 ساعة الماضية ، بحدوث اللقاء والاجتماع ، الا أن مخرجاتهما خلا تماماً من أي حديث عن الخارطة او الإشارة الى التوقيع عنها ، في حين أكدت مصادر إعلامية بان اجتماع المجلس اليوم تجاهل الأمر وان اللقاء مع السفراء كان مخصصاً لبحث دعم الشرعية سياسياً واقتصادياً وليس للحديث عن مسار السلام.

وجرى تسويق هذه المزاعم حول قرب التوقيع على خارطة الطريق ، على الرغم من انها تزامنت مع إقرار مليشيا الحوثي الإرهابية بأن الخارطة مجمدة حالياً بقرار امريكي ، حيث تصر واشنطن على ربط الأمر بوقف هجمات المليشيا ضد الملاحة الدولية ونحو إسرائيل مقابل السماح.

وجاء ذلك على لسان وزير الخارجية بحكومة المليشيا ، جمال عامر خلال استقباله أمس الثلاثاء في صنعاء مدير مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن بصنعاء محمد الغنام، والمستشار الاقتصادي بمكتب المبعوث الأممي ديرك يان أومتزيغت.

وبحسب ما نشره إعلام المليشيا ، فأن عامر أكد في اللقاء بأن موقف المليشيا “واضح ولا يحتمل أي لبس بشأن استعدادها الفوري للتوقيع على خارطة الطريق”، شاكياً من أن “أي حديث عن أن خارطة الطريق مجمدة في الوقت الحالي، يأتي في إطار الاستجابة للضغوط الأمريكية على صنعاء (المليشيا) لوقف عملية الدعم والاسناد لقطاع غزة”.

وقال الوزير الحوثي بأن “هذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلاً كونه لا علاقة بين ملف السلام والتوقيع على خارطة الطريق وبين ملف التصعيد في البحر الأحمر، وأن أي ضغط بهذا الاتجاه ستأتي بنتائج عكسية” ، حسب قوله.

وتؤكد مصادر سياسية بأن المليشيا باتت حاليا تستجدي الرياض بشدة لمواجهة الضغوط الأمريكية والمضي في مسار السلام ، وأنها أبدت موافقتها على نسخة أمريكية معدلة للخارطة ، وذلك خوفاً من ان تلاقي المليشيا مصير السقوط والهزيمة الذي تعرض له اذرع إيران بالمنطقة وتحديداً في سوريا ولبنان.

استجداء مليشيا الحوثي للرياض يأتي في ظل الضغوط الأمريكية التي تتعرض لها الأخيرة لمواجهة المليشيا عسكرياً وتحريك الجبهات على الأرض ضدها ، حيث بات الموقف الأمريكي حالياً غير مقتنع بان توقف المليشيا هجماتها ، بل بات الحديث عن ضرورة منعها من شن هذه الهجمات مستقبلاً.

وتشير المعلومات الى ان الجانب الأمريكي يعمل منذ أشهر على توجيه ضربة عسكرية مؤثرة للمليشيا الحوثية من خلال رصد بنك من الأهداف يشمل قيادات ميدانية ومواقع تخزين للصواريخ والمُسيرات وغرف عمليات وإدارة تابعة للمليشيا في مناطق سيطرتها.

وفي هذا السياق كان لافتاً الضربة الامريكية التي استهدفت فجر الثلاثاء مجمع العرضي (مقر وزارة الدفاع) بصنعاء ، وقالت القيادة المركزية الامريكية، أنها “ضربة دقيقة على منشأة للقيادة والسيطرة، كانت تستخدم كمركز للحوثيين لتنسيق العمليات، مثل الهجمات ضد السفن التجارية والحربية التابعة لها في البحر الاحمر وخليج عدن”.

وهو تطور لافت من أمريكا ورسالة عسكرية بالغة الأهمية بانتقالها الى استهداف مواقع القيادة والسيطرة للمليشيا الحوثية ما يُهيئ لاحقاً لاستهداف قيادة المليشيا ، لتوجيه ضربة مؤثرة لها تُفقد المليشيا القدرة على الاستمرار في شن هجماتها.

الا أن واشنطن تدرك ان التأثير الحقيقي سيكون بتزامن هذه الضربات مع تحرك على الأرض يتنزع من قبضة المليشيات السيطرة على مواقع استراتيجية كمدينة وميناء الحديدة والساحل الغربي اليمني ، مع الرهان على تكرار المشهد السوري بحدوث انهيار مماثل للمليشيا الحوثية كما حصل مع نظام بشار الأسد.

هذا التوجه الأمريكي المدعوم غربياً لا يلقى حماساً لدى الجانب السعودي الذي يمتلك تاريخاً طويلاً من الخذلان الأمريكي خلال السنوات الماضية خاصة في مواجهة الرياض للنفوذ الإيراني ومحاولة طهران تطويقها بالمليشيات الموالية لها، يضاف الى تجربة الحرب في اليمن والموقف الأمريكي والغربي المتواطئ مع مليشيا الحوثي.

تواطؤ ممزوج بالابتزاز للرياض مثل واحداً من الأسباب لدى القيادة السعودية في إنهاء تدخلها في حرب اليمن والخروج بصفقة سياسية مع مليشيا الحوثي ، ما يجعل من الطبيعي عدم الثقة السعودية اليوم بالتوجه الأمريكي نحو اليمن وفي ظل الشكوك بكون ذلك موقف غير حاسم مع قرب انتهاء فترة الإدارة الديمقراطية للبيت الأبيض وقدوم إدارة جمهورية برئاسة ترامب بعد اقل من شهرين.

وهو ما يجعل مصير الملف في اليمن وحسم التوجه للأمر خلال الفترة القادمة نحو السلام ام نحو الحرب مرهوناً بالتوافق الذي سيجري بين الرياض وواشنطن ، وربما يطول حسم الأمر الى الأشهر الستة القادمة حين تتوضح رؤية الرئيس الأمريكي ترامب للتعامل مع الملفات في منطقة الشرق الأوسط.

المصدر : الرصيف برس

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق