مستقبل سوريا.. بين طيبوبة علي ودهاء معاوية - الخبر اليمني

0 تعليق ارسل طباعة

تقول العرب كلام الليل يمحوه النهار ، لذلك على الشعب السوري أن يعلم أنه سجل هدف ثمين ومن حقه أن يفرح ، لكن عليه أن يدرك كذلك أن المقابلة لم تنتهي بعد ، لأن دم سوريا سيتفرق بين القبائل التي رتبت لصفقة القرن ….

إن من البلاهة الزاحفة أن يصدق أهل سوريا ماتقوله الدول المختصة في فن اغتصاب العقول ، لأن ماجرى صفقة ستغير وجه العالم ، وليس انتصار جاء من رحم عمل ثوري منظم ، وفي هذا الباب هناك مثل عامي مغربي يقول ” بالفرحة هرس الرحى ” ، ففي الوقت الذي يعيش فيه الشعب السوري على وقع فرح سريالي، هناك من يستثمر الوضع لإتمام فصول الصفقة الخبيثة التي تعرضت لها سوريا ، حيث يتم ترتيب ملامح العالم والمحيط الإقليمي على أرض سوريا ، لذلك على حكماء الشام أن يتعاملون بطيبوبة علي ودهاء معاوية ، حتى يفسدون على ذئاب العالم وليمتهم القذرة …

إن الخطب جلل وإن ماينتظر سوريا ، أخطر من مرحلة بشار الأحد، فهذا الأخير مجرد بيدق على طاولة القوى العظمى … أولا من الناحية المنهجية يجب أن نعرف ماجرى، حتى يسهل علينا قراءة المرحلة المقبلة ، بالكثير من الحيطة والحذر .

بعدما لجأ حزب الله إلى مايعرف عسكريا ” بخطة المشاغلة ” أي التشويش على إسرائيل شمالا حتى يتفرق تركيزها العسكري بين غزة وجنوب لبنان ، وحتى تلتقط حماس أنفاسها، لكن الكيان فاجأ العالم بجرأته الغير متوقعة ، وقام باغتيال حسن نصر الله ، وتهديد إيران بضرب منشآتها النووية ، مع انتباه إسرائيل إلى سكوت بشار الأسد ، طيلة مايجري في المنطقة ، الأمر الذي دفع بجميع الأطراف إلى اللجوء إلى البرغماتية والواقعية بعدما تغيرت جميع المعطيات على الأرض وتم مايلي :

– إسرائيل تطلب من قطر طرد المكتب السياسي لحماس وقطر تنحني وتقبل بالأمر نظرا لقراءتها الذكية لما ستؤول إليه الأوضاع.

– روسيا المنشغلة بحربها مع أوكرانيا تصل إلى اتفاق مع أمريكا، يقضي بعدم دعم الأسد واقناعه باللجوء إليها ، بعدما تخلي إيران وروسيا عليه ، وبالتالي تفكك أسطورة قوى الممانعة في الشرق الأوسط ….

– تمويه العالم والسوريين أن ماحدث نتيجة لثورة جولانية انطلقت من إدلب وليس بفعل فاعل …

– إسرائيل تتمدد داخل التراب السوري وتريد حصتها من الصفقة ، بعدما انتهت من نظام أقلق راحتها لثلاثين سنة …

– روسيا تريد حصتها من الكعكة من خلال منع أوكرانيا من الانضمام إلى الناتو بضمانات أمريكية ، والمقابل عدم التدخل في شؤون الشرق الأوسط في القادم من الأيام

– أمريكا تريد الاستمرار في هيمنتها على الشرق الأوسط عبر دعم إسرائيل .

– أخطر ماجرى هو تفكك الجيش السوري وهذا تم بخبث كبير حتى يصعب بناء الدولة السورية الجديدة

– أكبر مستفيدين مما جرى ، إسرائيل والسعودية ، إسرائيل انتهت من نظام ممانع ، والسعودية منتشية بالوهن الذي أصاب إيران….

كل هذا تم والشعب السوري لازال يحتفل أمام مصير مجهول لدولة استراتجية على المستوى الإقليمي، وسط دعوة الأطراف الصادقة إلى ضرورة التسريع بفتح حوار جدي ، بين مكونات الشعب السوري ، بمخرجات تنتهي ببناء دولة مدنية قوية ، تستوعب جميع أبنائها وطوائفها ، في ظل دستور ينتصر للمؤسسات ، هذا المبتغى لن يتم الا ببعث روح الوطنية في جسم كل الطوائف، خشية الدخول في حرب طائفية تحت أرضية إسرائيلية تسعى إلى الانقضاض على سوريا بعدما فصلتها عن إيران وروسيا….

المطلوب طيبوبة علي ودهاء معاوية ، والمطلوب أيضا البندقية في يد وجدع الزيتون في اليد الأخرى …. نعم الكل يخطط لكن الله لن يتخلى عن المؤمنين .

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق