انتقد الباحث في الشأن الديني والحركات الإسلامية إدريس الكنبوري، الخطاب العلماني المغربي واصفا إياه بـ”المتخلف” و”الرعوي”، كما اعتبر أن قول وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بأن “المغاربة علمانيون” ستكون له تداعيات خطيرة جدا.

وجاء كلام الكنبوري خلال مشاركته في حلقة هذا الأسبوع من برنامج “نبض العمق” الذي يبث كل جمعة على منصات جريدة “العمق” على الساعة السادسة مساء.

واعتبر أن تصريح وزير الأوقاف والشؤون والإسلامية بمثابة رمي حجرة كبيرة في بركة هادئة، نظرا لأنه “أول تصريح في تاريخ المغرب من داخل مؤسسة رسمية وليست أي مؤسسة بل وزارة الأوقاف والشؤون والإسلامية، يقول بأن المغاربة علمانيون”.

وأضاف أن هذا الكلام “سيساعد العلمانيين على الاستقواء على المغاربة”، وأن تصريح الوزير “ستكون لها تداعيات سلبية خطيرة وستتدحرج مثل كرة الثلج لتعطي مسائل في غاية الخطورة”.

وحذر من مخاطر التصريح الذي أدلى بوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية تحت قبة البرلمان، والذي من شأنه إفشال وتحجيم جهود المغرب في التأطير الديني في المغرب وإفريقيا وحتى في صفوف الجالية المغربية في أوروبا.

وشدد الكنبوري على أن “تواري العلمانيين وراء الهجوم على التيار الإسلامي لا يخفي استهداف التيار العلماني لمؤسسة إمارة المؤمنين”.

من جهة أخرى، هاجم الكنبوري “العلمانية الفرنسية” معتبرا أنها “أسوأ علمانية في العالم ولا تستحق أن يتقدى بها”، كما عدد مجموعة من المظاهر التي تؤكد أن فرنسا “ليست دولة علمانية، وأنها تكيل بمكيالين”.

وبخصوص التطورات التي تعرفها الساحة السورية، اعتبر الباحث في الشأن الديني أن نجاح الثورة ستكون له آثار على الدول العربية وقد تؤدي إلى اندلاع “ربيع عربي جديد”.

كما أبرز أن المراجعات الفكرية التي أعلنتها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا)، جديرة بالمتابعة وأنها فرضتها التحول من المعارضة إلى الأخذ بزمام الحكم، واعتبر أن هذه المراجعات قد تمتد إلى خارج سوريا وتكون مؤثرة في التيار الجهادي في العالم العربي والإسلامي ككل.

ولم يخف الكنبوري مخاوفه من التدخل الأجنبي في الشأن الروسي والسعي إلى إفشال إقامة الدولة ما بعد نظام بشار الأسد، سواء من بعض الدول العربية التي يهددها نجاح الثورة السورية، أو الدول الغربية التي تريد حماية مصالحها ومصالح إسرائيل التي تستفد من وجود أنظمة هشة في جوارها.