أخذ الآلاف من اللاجئين السوريين بالعودة إلى بلادهم فور سقوط نظام بشار الأسد، يوم الأحد الماضي، حيث يعيش أزيد من 6 ملايين لاجئ سوريا في عدة دول أوروبية وعربية، ضمنهم أزيد من 5 آلاف يتواجدون بالمغرب.
وكان أول اللاجئين العائدين إلى سوريا هم أولئك الذين فروا من النظام إلى لبنان والأردن وتركيا والعراق، حيث تجمهر الآلاف منهم على حدود هذه الدول في الساعات الأولى لسقوط الرئيس السابق، محاولين العودة إلى ديارهم بعد سنوات من اللجوء والنزوح.
ووفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يوجد حاليا حوالي 6.2 مليون لاجئ سوري، ما يعادل نحو ثلث سكان سوريا الذين يعيشون خارج بلادهم.
وتستضيف الدول المجاورة معظم هؤلاء اللاجئين، حيث يقيم 76% منهم في تركيا (حوالي 3 ملايين لاجئ)، و775 ألفا في لبنان، وأكثر من 600 ألف في الأردن، وحوالي 300 ألف في العراق، وأكثر من 150 ألفاً في مصر.
في سياق متصل، لم تخلُ احتفالات السوريين المتواجدين في المغرب بسقوط نظام بشار الأسد من التعبير عن رغبتهم الشديدة في العودة إلى ديارهم التي اضطروا إلى مغادرتها. وكشفت إحصائيات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في المغرب لسنة 2023، أن اللاجئين السوريين يتصدرون قائمة اللاجئين في المملكة، حيث بلغ عددهم 5575 لاجئا.
وفي الوقت الذي سعى فيه العديد من هؤلاء اللاجئين إلى الاندماج في الاقتصاد المغربي من خلال فتح متاجر للأكلات السورية، أو ممارسة أعمال مثل حفر الآبار، أو الحدادة، وغيرها من الحرف، وجد آخرون أنفسهم غير قادرين على ممارسة أي نشاط اقتصادي، ليجدوا أنفسهم في الشوارع، خاصة في الدار البيضاء، حيث لجأوا إلى التسول كوسيلة لتوفير قوت يومهم.
من جهة أخرى، تستضيف لبنان أكبر عدد من السوريين بالنسبة لعدد السكان، حيث واحد من كل عشرة أشخاص في أرض الأَرز لاجئ سوري، كما ينتظر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الشمال أيضا، مغادرة اللاجئين لأن بلده يؤوي أكبر عدد من النازحين السوريين.
فيما تعد ألمانيا الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي تستضيف عددا من اللاجئين مثل دول الشرق الأوسط، بوجود 716 ألفا و100 لاجئ سوري على أراضيها، وهو رقم مرتفع بشكل استثنائي بالمقارنة مع جيرانها، حيث يوجد 100 ألف في النمسا و44 ألفا و700 في فرنسا و22 ألفا في بلجيكا.
في غضون ذلك، دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي الاثنين إلى التحلي بالصبر في وقت يقيّم فيه ملايين اللاجئين السوريين فرص العودة إلى بلدهم بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وقال غراندي في بيان أرسله إلى الصحفيين “هناك فرصة كبيرة أمام سوريا للمضي نحو السلام، وأمام شعبها للبدء في العودة إلى بلده”. وأضاف “ولكن مع استمرار غموض الوضع، يقيّم ملايين اللاجئين ما إذا كانت العودة آمنة، فبعضهم متلهف وبعضهم متردد”.
كما دعا المسؤول الأممي إلى “الصبر واليقظة” في وقت يدرس فيه اللاجئون خياراتهم، وقد بدأت دول أوروبية بالفعل تعليق النظر في طلبات اللجوء المقدمة من سوريين حتى إشعار آخر.
0 تعليق