عاش سكان جماعة «الشعراء»، التابعة لقيادة سيدي أحمد، بدائرة العطاوية، بإقليم قلعة السراغنة، مساء الجمعة الماضي، لحظات عصيبة، نتيجة وقوع جريمة قتل بشعة، ذهبت ضحيتها امرأة ستينية على يد ابنها.
وحسب مصادر “الصباح”، فإن المعطيات الأولية للبحث، كشفت أن جريمة القتل التي ارتكبها الابن البالغ من العمر 40 سنة، في حق والدته، تمت وسط بيت الأسرة، بعد أن استغل استفراده بها للإجهاز عليها.
وأضافت المصادر ذاتها، أن الشاب نفذ جريمته بطريقة هوليودية لم يمنح معها الضحية فرصة الفرار، إذ باغتها بمهاجمتها بقنينة غاز وجهها إلى رأسها دون تردد، ما جعلها تسقط على الأرض قبل أن يواصل استهدافها بالأداة نفسها في أنحاء متفرقة من جسدها.
وأفادت مصادر متطابقة، أن الضحية التي كانت مضرجة في دمائها، لفظت أنفاسها الأخيرة بمسرح الجريمة، بعد أن عجلت خطورة الإصابة بإزهاق روحها على الفور وسط منزل الأسرة، رغم محاولات إنقاذها من قبل جيرانها.
وأوردت المصادر، أن الجاني معروف وسط الجيران وعائلته بإصابته باضطرابات نفسية، إذ تظهر عليه علامات خلل عقلي منذ مدة، إلا أنه لم يتم التعامل معها بالجدية المطلوبة، قبل أن تتحول سلوكاته غير السوية إلى تهديد أنهى حياة أعز الناس إليه.
وعلمت “الصباح”، أن الحادث المأساوي لم ينته عند قتل الأم، بل كاد الجاني يتسبب في مجزرة، بعد أن قرر إعدام نفسه، إذ لجأ وهو في حالة هستيرية إلى تناول مادة سامة في محاولة منه الانتحار، وهو ما استدعى نقله على وجه السرعة إلى المستشفى لإخضاعه للعلاجات الضرورية لإنقاذه.
وبمجرد تلقي مصالح الدرك الملكي، إشعارا حول الواقعة، استنفرت مختلف عناصرها بمسرح الجريمة وعاينت الجثة، وباشرت أبحاثا ميدانية وتحريات دقيقة.
وبأمر من الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمراكش، تقرر فتح تحقيق في النازلة، ونقل جثة الهالكة إلى مستودع الأموات لإخضاعها للتشريح الطبي.
وباشرت عناصر الدرك الملكي، بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة، حول الحادث المأساوي، لكشف ملابسات القضية وظروف وقوعها، ولتحديد الدوافع الحقيقية، التي دفعت الجاني إلى ارتكاب جريمته في حق والدته، في انتظار تماثل المشتبه فيه للشفاء لتعميق البحث معه والتحقق من وضعه العقلي والنفسي، لإشعار النيابة العامة بتطورات القضية قبل اتخاذ المتعين قانونا.
0 تعليق