11:59 ص الثلاثاء 10 ديسمبر 2024
كتب- أحمد السعداوي:
التقى شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، اليوم الثلاثاء، بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، السفيرَ إريك شفاليه، سفير فرنسا بالقاهرة والوفد المرافق له؛ لبحث سبل تعزيز مزيد من أوجه التعاون بين مصر وفرنسا في مجال السياحة والآثار، وآليات دفع مزيد من الحركة السياحية الوافدة لمصر من فرنسا خلال الفتر ة المقبلة، ومتابعة المشروعات الأثرية الجارية بين البلدَين.
واستهل الوزير اللقاء بالترحيب بالسفير والوفد المرافق له، مثمناً على عمق العلاقات الاستراتيجية والتاريخية التي تربط بين مصر وفرنسا؛ سواء على المستوى الحكومي أو الشعبي، وأوجه التعاون المشتركة بين البلدَين في مجالات عدة؛ منها مجال السياحة والآثار، مؤكداً تقدير الدولة المصرية للعلاقات مع الجانب الفرنسي؛ لا سيما بعد ما شهدته من تطور كبير على مدار السنوات الماضية على المستوى الثنائي والزيارات المتبادلة لقيادتي البلدين.
واستعرض فتحي مؤشرات الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال العام الجاري، والتي تشهد زيادة في أعداد كل من السائحين الوافدين إليها والليالي السياحية بها، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن تحقق مصر بنهاية العام الجاري نحو 15.3 مليون سائح؛ لتصل بذلك معدلات الحركة السياحية الوافدة إلى ما قبل جائحة فيروس كورونا، منوهاً بحجم الحركة السياحية الوافدة من فرنسا إلى مصر؛ خصوصًا في ظل كون السوق الفرنسية من الأسواق السياحية الرئيسية والمستهدفة.
وتحدث وزير السياحة والآثار عما تشهده البنية التحتية في مصر من تطور كبير من طرق وكبارٍ ومطارات ومدن جديدة؛ مما يخدم بدوره صناعة السياحة ويعمل على تسهيل الوصول إلى المقاصد السياحية المختلفة في مصر وربطها ببعضها البعض، مشيراً إلى ما تم تحقيقه في هذا الإطار بمنطقة الساحل الشمالي، باعتبارها من المقاصد السياحية الواعدة والتي تتمتع بمقومات وإمكانات سياحية متميزة وتشهد توافدًا سياحيًّا ملحوظًا؛ حيث زار هذا العام مدينة العالمين الجديدة بالساحل الشمالي ما يقرب من 105 جنسيات.
وأشاد وزير السياحة والآثار بتطور البنية التحتية الذي تشهده هذه المنطقة؛ حيث يوجد بها ثلاثة مطارات، بجانب مطار رأس الحكمة الذي من المقرر إنشاؤه في ضوء مشروع رأس الحكمة، وهو ما يعمل على زيادة تدفق الزائرين والسائحين إليها.
وأضاف فتحي أنه جار الإعداد لعمل مخططات استراتيجية (Master plans) متكاملة للمقاصد السياحية؛ والتي من بينها الساحل الشمالي والمنطقة الواقعة بين مطار سفنكس الدولي ومنطقة هرم سقارة والتي تضم أيضًا أهرامات الجيزة والمتحف المصري الكبير، في إطار خطة العمل على جذب الاستثمارات إليها وإقامة فنادق وأماكن ترفيهية وتجارية بها.
وتحدث وزير السياحة والآثار عن حرص الوزارة في ضوء استراتيجيتها على تشجيع الاستثمار السياحي؛ خصوصًا الفندقي، وإقامة أماكن للترفيه، لا سيما في ظل المبادرات التمويلية التي قدمتها الدولة مؤخراً.
واستعرض شريف فتحي رؤية استراتيجية العمل الحالية للوزارة، والتي ترتكز على إبراز التنوع السياحي الذي تتمتع به مصر في الأنماط والمنتجات السياحية التي لا تضاهى في العالم، لتعكس الرؤية هذا التنوع لتكون مصر المقصد السياحي الأكثر تنوعاً في العالم.
وأوضح وزير السياحة والآثار أنه جار العمل على خلق منتجات سياحية جديدة وتطوير المنتجات الموجودة بالفعل، ليتسنى تضمينها بالتعاون مع منظمي الرحلات في البرامج السياحية المختلفة، مشيراً إلى أنه تم تحديد هذه المنتجات وتشكيل فرق عمل بالوزارة تختص بكل منتج على حدة، لافتاً إلى ما يتم من تطوير بمنتج السياحة النيلية؛ لا سيما الرحلات النيلية الطويلة التي يتم تنظيمها من القاهرة لأسوان وهو ما يأتي في ضوء شغف السائح الفرنسي واهتمامه بمنتج السياحة الثقافية.
وتحدث الوزير أيضاً عن المتحف المصري الكبير والتشغيل التجريبي الذي شهده مؤخراً والاستعدادات الجارية للإعداد والتجهيز لحفل الافتتاح الرسمي له، بالإضافة إلى مستجدات مشروع تطوير منطقة أهرامات الجيزة والذي يشمل تطوير العديد من الخدمات السياحية بها ومنطقة التريض التي تم تخصيصها لوقوف الإبل والخيول، مشيرًا إلى البرنامج الوطني الذي أطلقته الوزارة مؤخراً بالتعاون مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي لتوفير الرعاية الصحية السليمة للخيول والإبل والحيوانات الأليفة بالمناطق الأثرية وبالتنسيق مع بعض جمعيات المجتمع المدني الخاصة بالرفق بالحيوان.
وأشار السفير إلى أن مصر تعد مقصدًا سياحيًّا رئيسيًّا للسائح الفرنسي؛ خصوصًا في ظل شغفه بمنتج السياحة الثقافية، لافتًا إلى أن السائحين الفرنسيين لديهم اهتمام أيضاً بمنتجات أخرى؛ منها السياحة البيئية والسياحة الروحانية والسياحة الاستشفائية.
وأشار السفير إلى أن هناك 48 بعثة أثرية فرنسية تعمل في مصر في مجالات الترميم والحفائر والتي أثمرت عن العديد من المشروعات الأثرية الناجحة؛ من بينها تطوير وافتتاح المتحف المفتوح بالكرنك، مما يعمل على تحسين التجربة السياحية بالمعبد، وتطوير نظام الإضاءة بمقابر دير المدينة بالأقصر، وافتتاح معرض مقبرة حسي رع بالمتحف المصري بالتحرير بعد ترميمها وغيرها.
وأوضح السفير أن مصر تعد وجهة رئيسية للاستثمار الفرنسي في مجال الفنادق وأن هناك شركات استثمارية فرنسية عديدة في مصر تعمل في هذا المجال، معرباً عن تفاؤله بأن الفترة المقبلة ستشهد مزيدًا من هذه الاستثمارات.
وشارك في حضور هذا اللقاء من السفارة ديفيد سادوليه مستشار التعاون والشؤون الثقافية، ومدير المعهد الفرنسي، وباسكال فورت المستشار الاقتصادي، ولوكا روليه نائب مستشار التعاون والشؤون الثقافية ونائب مدير المعهد الفرنسي في مصر، وأليس رنييه نائب المستشار الاقتصادي بالسفارة.
وشارك في الحضور من الوزارة الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والسفير خالد ثروت مستشار الوزير للعلاقات الدولية، والمُشرف العام على الإدارة العامة للعلاقات الدولية والاتفاقيات بالوزارة.
اقرأ أيضا:
أول صور من موقع انهيار عقار قديم مأهول بالسكان بالوايلي في القاهرة
صور.. وفاة شخصين في انهيار عقار قديم بالوايلي والبحث عن ضحايا تحت الأنقاض
مجدي يعقوب: مصر تسير في الاتجاه الصحيح في مجال زراعة الأعضاء
0 تعليق