نظم مركز البحث في الأنثروبولوجيا والعلوم الاجتماعية والإنسانية الجزائري بشراكة مع جامعة المنستير بتونس، وبمشاركة باحثين من الجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا، إضافة إلى آخرين من مخيمات تندوف، ندوة تضمنت محاضرات تحتفي بالانفصال في الصحراء المغربية.
وقد أثار تخصيص جلسات لطرح مواضيع تتعلق بالصحراء المغربية، من بينها مداخلة بعنوان "مقاومة الاستعمار في الصحراء الغربية: قراءة تاريخية"، قدمها المدعو حمة المهدي من "جامعة تفاريتي"، وأخرى حول "الشعر الشعبي في الصحراء الغربية: ذاكرة الصمود والمقاومة"، ألقاها المدعو محمد عالي من نفس الجامعة المزعومة، موجة من الاستنكار والاستغراب إزاء طبيعة الأنشطة الأكاديمية التي تنظمها المؤسسات الجامعية التونسية.
وفي تصريح لـ"أخبارنا"، قال المهدي السعيد، الباحث في العلوم السياسية، إن "الجامعات التونسية كان ينبغي ألا تقحم نفسها في هذه المواضيع وبهذه الطريقة البعيدة كل البعد عن البحث العلمي، بحيث لم تعد هذه الأنشطة تكتسي طابعا تثقيفيا أو علميا فقط، بل باتت تؤشر لمعالم تغيير التوجهات السياسية من قبل القيادة الحالية في البلاد".
واعتبر المتحدث أن "تونس ما فتئت تعبر عن تساهل كبير مع كل ما يعاكس ويعادي المغرب، ويبدو أن الموقع الجيوسياسي لتونس يفرض عليها موالاة العسكر الجزائري، وخاصة الرئيس التونسي الحالي الذي يرى واهما أن البقاء في السلطة يفرض عليه التحالف مع النظام الجزائري".
وأكد السعيد أن "رغم هذه التوترات، فإن العلاقات بين المغرب وتونس لا تزال قوية، وهناك رغبة مشتركة لدى البلدين في تعزيز التعاون، أما التوترات السياسية الأخيرة فهي جزء من السياق الإقليمي والدولي المعقد، ويبقى الأمل في تجاوز هذه التحديات والتوصل إلى حلول تضمن استقرار العلاقات بين البلدين في المستقبل".
هذا، وبدت آراء المغردين عبر مواقع التواصل الاجتماعي تعكس الأجواء السياسية المتوترة بين البلدين، إذ يرى البعض أن ما حصل خطوة "خطرة" قد "تزج تونس في لهيب الصراعات وتهدد ما تبقى من استقرار البلاد". وقد انتقد تونسيون رئيس البلاد قيس سعيد، معتبرين أنه يضم تونس إلى "الدول التي تبتز المغرب"، معبرين عن قلقهم من تداعيات هذا الأمر على بلادهم.
0 تعليق