بنحمزة ينتصر لمخالطة المجتمع ويستدعي “غرامشي” لنبد تعالي علماء الدين - الخبر الان

0 تعليق ارسل طباعة

حذر مصطفى بنحمزة، عضو المجلس العلمي الأعلى ورئيس المجلس العلمي الجهوي بالشرق، من “تعالي بعض علماء الدين على المجتمع”، داعيا في المقابل للانفتاح على جميع العلوم.

وأكد بنحمزة، خلال الندوة العلمية التي نظمها المجلس العلمي الأعلى في موضوع “العلماء ورسالة الإصلاح في المغرب الحديث”، أمس الأحد، أن “انخراط علماء الدين في المجتمع أمر مهم وهو صفة من صفات رسول الله”، وفق تعبيره.

واعتبر المتحدث ذاته، أن “العلماء في بلادنا ما يزالون بعيدين في تكوينهم عن الانفتاح على جميع العلوم”، محذرا من “افتخار بعض العلماء باكتسابهم العلم وتعاليهم على عموم أفراد المجتمع، لأن الازدراء، على حد قوله، يضع فجوة بين العلماء والمجتمع”، ملفتا في هذا الصدد أن العلم الذي يملكه العلماء هو فضل من الله، ومن العيب دعوة عموم الناس الذين لم يحصلوا على هذا العلم بـ”القبان”، بل يجب تعليمهم، وفق تعبيره.

وأشار بنحمزة إلى أن “العلماء أثبتوا أنهم منخرطون في المجتمع من خلال وظيفة التصحيح فالعالم يملك آلية النظر في النص”، مشيرا إلى أن “علماء الدين المغاربة القدامى كانت لهم القدرة الفائقة على تحليل النصوص”.

وأبرز عضو المجلس العلمي الأعلى أن “العلماء المغاربة خدموا الوطن ودافعوا عن وطنهم كما أن أوائل المقاومين كانوا علماء ولم يعبثوا بسلامة البلد”، مشيرا إلى أن “العالم الذي يقرأ فقط الكتب يسمى حافظا فقط وليس مجتهدا”، مضيفا أن “العالم هو الذي يعي هذه العلوم ويتحققها، مستدلا بقولة للمفكر شكيب أرسلان إن “العالم عند المالكية هو من يعرف حاجات قومه ويكون مرتبطا به وغير منفصل عنه”.

ورفض بنحمزة تبني فكرة أن “العالم يؤتى ولا يأتي إلى أحد”، ملفتا في هذا الصدد أن “الرسول بنفسه ذهب إلى الناس وخالطهم في كل أماكنهم ومنتدياتهم رغم أنها كانت تضم أوثانا وأصنام، وكان يؤدي رسالته في مكانها ولا ينتظر مجيء الناس له”.

وتابع قائلا: “الناس يجب أن يلتقوا ويجتمعوا مع العلماء وألا يكتفوا بالتعلم عن بعد، كما أن الجامعات التي تحترم نفسها تتبنى هذا الأمر، فالكليات التي تعتمد منهجا علميا محضا لا تقبل بالطالب أن يتعلم من بعيد، فلا بد له من الحضور والمشاركة في المناقشات والتجارب”.

إلى ذلك، تطرق بنحمزة للفرق بين، ما أسماه، “العالم العضوي” و”المثقف العضوي”، مشيرا إلى أن وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أثار مصطلح “العالم العضوي”على أساس أنها تعتمد في القاموس الذي يتعامل به الفقهاء.

وقال في هذا الصدد: “تحدثنا حينئذ عن المثقف العضوي من باب التداعي، لأن هذه الكلمة متداولة في الأدبيات غير الإسلامية، وكان الشباب والباحثون يتحدثون عنها، وبعضهم لا يعرف معنى المثقف العضوي، وهي فرصة لنرى ونقيس المسافة بين العالم العضوي والمثقف العضوي، لذلك قمهنا ببحث حول الموضوع.

واستند عضو المجلس العلمي الأعلى إلى نظرية المفكر والفيلسوف الماركسي أنطونيو غرامشي، حيث قال بشأنها: “نظرية غرامشي تتضمن أفكار جميلة، رغم أننا نتخذ بعض الأفكار بدون تحليلها أو تدقيقها، وهنا أتذكر قولة لغرامشي الذي يعتبر أن أكثر الناس قدرة وصلاحية ليكونوا عضويين هم رجال الدين، لأنهم يخالطون الناس ويعرفون مشاكلهم، بينما الذي يسكن برجا عاجيا قلما يهتدي إلى أن يعرف حاجات الناس أو يجد لها جوابا حقيقيا”.

وشدد المتحدث ذاته، على ضرورة انخراط العلماء في المجتمع، مستحضرا دعوة غرامشي إلى الانخراط في حركية المجتمع، مضيفا: “هذه دعوة نرفضها نحن لأنها جاءت من رجل ماركسي، ولكن لو قلبنا الصفحة إلى الجهة الأخرى لوجدنا أن هذه هي الفكرة التي جاء بها الإسلام، ولا يمكن رفضها فقط لأن زيدا قال بها”.

وأكد عضو المجلس العلمي الأعلى، أن الانخراط في حركية المجتمع هو أمر من طبيعة الدين الإسلامي ومن صفات رسول الله الذين كان منخرطا في المجتمع ويتعامل حتى مع غير المسلمين من الناس.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق