صفاقس : بعد  تتويجها بالتانيت الذهبي في أيام قرطاج المسرحية ... مسرحية "بخارة " تُجدّد تقديم عروضها في مدينة صفاقس - الخبر اليمني

0 تعليق ارسل طباعة

صفاقس : بعد  تتويجها بالتانيت الذهبي في أيام قرطاج المسرحية ... مسرحية "بخارة " تُجدّد تقديم عروضها في مدينة صفاقس

تابع عشاق الفن الرابع، في سهرة الثلاثاء، بالمسرح البلدي بصفاقس، عرض مسرحية "بخارة" للمخرج الصادق الطرابلسي، وذلك في إطار الدورة الأولى لتظاهرة "يوث بارفورمونس"، التي أفتتحت مساء الإثنين، بمركز الفنون الدرامية والركحية بصفاقس، وذلك بتنظيم من شركة جوكر للإنتاج بصفاقس، ومركز الفنون الدرامية والركحية بصفاقس، والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بصفاقس، وبلدية المكان.

مسرحية "بخارة" للمخرج التونسي الشاب الصادق الطرابلسي، وإنتاج مسرح أوبرا تونس (قطب المسرح و الفنون الركحية)، التي توجت بالتانيت الذهبي في الدورة 25 لأيام قرطاج المسرحية ... هي طرح فني، تجسيدي، وآدائي، إستخدمه المخرج، لدق ناقوس الخطر بشأن تفاقم التلوث ومخاطره الوخيمة على البيئة وصحة الإنسان والكائنات الحية عامة.


مسرحية "بخارة " التي أراد مخرجها أن تكون غير معرفة للدلالة على مسمى عام وشائع، لعب أدوارها مجموعة من الممثلين المسرحيين التونسيين، أبرزهم رمزي عزيز، ومريم بن حسن، وعلي بن سعيد، وبليغ مكي، وبلال سلاطنية، ليجعلهم المخرج الصادق الطرابلسي، يتحركون في فضاء شبه مظلم، ومفعم بالبخار الذي يعزو السماء، ليمرر بحبكة درامية، رسالة مفادها، أن ذلك الظلام، والبخار المتصاعد من كل مكان، ما هي إلا تعبيرات فنية رمزية، لتبيان مدى أثر التلوث عن، حق الإنسان في تنفس هواء نقي، وبيئة نظيفة، وصحة سليمة، والحكم عليه بالموت.

من خلال تلك الحبكة الدرامية، وإبداع الشخصيات في تجسيد آفة التلوث وتأثيرها على صحة الإنسان والبيئة، توفق المخرج الصادق الطرابلسي، في توليد أثر عاطفي، وحيرة لدى المتلقي، من مدى حجم خطورة التلوث الناجم عن مادة الفوسفوجيبس التي تلقي منذ عقود مخلفاتها في بحر قابس وواحاتها وغاباتها وتأثر سلبا على الطبيعة والكائنات الحية، وطرح السؤال المنهجي التالي : من المسؤول عن هذا التلوث، وكيف يمكن التصدي له ؟.

مسرحية "بخارة " ... هذا العمل الفني الذي دام حوالي ساعة من الزمن، وإستقطب عدد لافت من عشاق الفن الرابع بجهة صفاقس ... لا بل ربما الذين عادت المسرحية بذاكرتهم إلى ما عاناه أهالي صفاقس، من تأثيرات مصنع "السياب" و"الآنبكا" اللذان تم تركيزهما وسط المدينة منذ خمسينات القرن الماضي، نجح من خلاله المخرج الصادق الطرابلسي، بإعتماد أسلوب المباشرتية والوضوح في التعبيرات الفنية، في طرح قضية حارقة ألا وهي التلوث، وتأثيره الوخيم على حياة الإنسان ومحيطه البيئي، مما حدى بالجمهور داخل فضاء المسرح البلدي بصفاقس، منذ بداية العرض حتى نهايته إلى الشعور بالإختناق جراء التلوث والبخار الذي أحدثته بخارة المجمع الكيمائي بقابس ... ولعلها حبكة درامية مقصودة من قبل المخرج لتكريس الوعي البيئي لدى المتلقي وإستحثاثه على التفكير في الحلول الناجعة والعملية للتصدي لآفة التلوث.


   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

أخبار ذات صلة

0 تعليق