4 ديسمبر، 16:00
باب بحر السبعينات والثمانينات كان يعج بالحياة والحركة وكثافة في تواجد المواطنين الذين يخلقون حركية تجارية كبيرة وكبيرة جدّا تنطلق من باب الجبلي وصولا الى باب الديوان وقلب باب بحر وتزداد هذه الحركية في المناسبات الدينية خاصة ليلة 27 وليلة المولد النبوي الشريف .
اليوم وفي ظل التحوّلات الديموغرافية والعمرانية حيث افتكت الناصرية والقائد محمد وبوزيان وساقية الزيت وحي الحبيب الاضواء والحركية التجارية والترفيهية فقد باب بحر بريقه وأُفرغ من محتواه فلم يعد قبلة للشباب او للشياب الا من بعض الادارات التي خيّرت البقاء في باب بحر رغم كل شيء وهي ادارات مرتبطة اساسا بتواجد المحاكم واقليم الامن بباب بحر ..
حتى شارع الحبيب بورقيبة اصبح اعرجا ومثيرا للخوف لتواجد عمارة ايلة للسقوط وبلدية صفاقس تفتح الطريق احيانا وتغلقه احيانا اخرى وهي عمليّة قتل بطيئة لهذا الشارع الرمز …منطقة المائة متر 100 metres مازالت تتنفّس ولكن بصعوبة ولولا تواجد المسرح البلدي والحركة الثقافية الملفتة ونشاطه الدّائم ولولا بعض الانشطة التي تشهدها الساحة لالتحق ايضا بركب المتوفين من مراكز باب بحر …
قد تكون تلك هي سنّة الحياة ولكن كان بالامكان المحافظة على باب بحر مع بعث نقط جديدة كالتي ذكرناها ولكن سوء ادارة الشان البلدي عبر مختلف المجالس والنيابات والتغييرات المتواصلة لمنطقة 100 مترا وغلق المسارح وقاعات السينما افقدا باب بحر روحه وبريقه فاصبح مخيفا دخوله بعد السابعة مساء …
بلدية صفاقس ساهمت بنصيب الاسد في الوفاة السريرية لانها لا تملك الشجاعة ولا الارادة لتغيير الواقع المرير وخاصّة مسالة شاطئ القراقنة الثروة والهدية الالاهية التي لم تكتشفها البلدية بعد او اكتشفتها ولكنها عاجزة عن تغيير الواقع والدولة ايضا مساهمة في هذه الوضعية الكارثيّة بغضّها النظر عن تحويل محطة القطار وفتح شارع الحبيب بورقيبة على مشروع تبارورة وذلك ما سيغيّر حتما من وجه المدينة ويطوّرها ويعيد لباب بحر بريقه وقيمته التاريخية عند الصفاقسية
حافظ كسكاس
0 تعليق