مقال : نورية الأصبحي – التعليم الذاتي.. مستقبل اليمن بين أيدي الأسرة والتكنولوجيا
شكرا لمتابعتكم خبر عن مقال : نورية الأصبحي – التعليم الذاتي.. مستقبل اليمن بين أيدي الأسرة والتكنولوجيا
في زمنٍ أصبحت فيه المدرسة مجرد اسم، والشهادة مجرد ورقة لا تعكس حقيقة التعليم، يفرض الواقع على اليمنيين التفافًا جديدًا حول التعليم، ولكن هذه المرة من قلب الأسرة، وبأدوات التكنولوجيا التي باتت في متناول اليد. لم يعد بإمكاننا الاعتماد على المدارس التي تفتقد إلى المعلمين المتخصصين، ولا على المناهج التي لم تعد تعكس متطلبات العصر. انقطاع الرواتب وانهيار المنظومة التعليمية جعل من المدرسة كيانًا هشًا، فارغًا من مضمونه، لا يقدم لأبنائنا سوى روتين ممل وشهادة لا تحمل في طياتها المعرفة الحقيقية.
الأسرة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، مطالبة بأن تتولى زمام الأمور في تعليم أبنائها. التعليم الذاتي عبر التطبيقات لم يعد خيارًا، بل ضرورة حياتية. الرياضيات، العلوم، واللغة الإنجليزية، هذه هي الأركان التي يجب أن نبني عليها مستقبل أبنائنا. في عالم يتسارع فيه التقدم العلمي والتكنولوجي، لا يمكن لأحد أن ينتظر إصلاح النظام التعليمي التقليدي، بينما تواصل عجلة الزمن دورانها بسرعة لا ترحم.
تطبيقات التعليم أصبحت اليوم بمثابة المدرسة البديلة، حيث يمكن للأبناء أن يتعلموا في أي وقت ومن أي مكان، ودون قيود المناهج البالية أو نقص الكفاءات التعليمية. الأسرة أصبحت المدرسة الأولى والأخيرة، تلك التي توفر لأبنائها المعرفة الحقيقية التي يحتاجونها في مواجهة تحديات العصر.
الرياضيات ليست مجرد أرقام، بل هي لغة التفكير المنطقي والتحليل، والعلوم هي نافذة على الكون الذي نعيش فيه، واللغة الإنجليزية هي جسر التواصل مع العالم، ومعرفة العالم. علينا أن ندرك أن التعليم لم يعد يقتصر على الكتب المدرسية، بل هو بحر واسع من المعرفة يمكن الوصول إليه بضغطة زر.
في هذا الزمن الصعب، علينا أن نكون واقعيين ومرنين، أن نبحث عن الحلول خارج إطار المدرسة التقليدية. بتكاتف الأسرة حول تعليم أبنائها، يمكننا أن نصنع جيلًا قادرًا على مواجهة التحديات، جيلًا متعلمًا، واعيًا، ومسلحًا بأدوات العصر. دعونا نجعل من التكنولوجيا سلاحنا في معركة التعليم، ومن الأسرة الحاضنة التي تبني عقولًا لا تعرف المستحيل.د.نورية الأصبحي
تعليقات