مقال : مشتاق الشعيبي – ما أحوجنا اليوم للشيخ محسن البدهي رحمة الله تغشاه.
شكرا لمتابعتكم خبر عن مقال : مشتاق الشعيبي – ما أحوجنا اليوم للشيخ محسن البدهي رحمة الله تغشاه.
مرت الأيام والشهور والسنين على رحيل الهامة الوطنية الشيخ محسن محمد البدهي ومازلنا نبكي ونتوجع ونشعر بالأسى ونكتوي بنيران الفراغ الذي تركه خلفه على مستوى الجنوب لاسيما محافظة الضالع التي حصدت ثمار جهده خلال رحلة عمره الحافلة بالعطاء والبناء والتضحية وإصلاح ذات البين.
لم يكن الشيخ محسن البدهي رحمة الله تغشاه يرى أن قريته غير القرى في المديرية ولم يكن يرى أن مديريته غير المديريات في المحافظة بل ولم يكن يرى أن محافظته غير المحافظات في الجنوب إنه رجل نشأ وترعرع على حب الوطن وعاش حياته مثالا للوطنيين الأوفياء والمخلصين ولم تدفعه نفسه يوما ما طوال فترة حياته إلى النصب أو الاحتيال أو البسط والاستيلاء على حقوق الناس أو التحريض على الغير وافتعال المشاكل بل لم تجرّه نفسه يوما ما للانتقام من خصم أغضبه أو تافه أخطأ بحقه إنه الأب الذي كان ينظر إلى أن سكان مديرية الشعيب أولاده ولم يُعرف عنه قط أنه سمع عن قضية من القضايا في مديرية الشعيب وبادر بالصمت وهو يمتلك حلها.
حقا إنه الرجل الذي شكل مصدر قلق على المشائخ المزيفين والمسيرين بالمال والإمعات في مديرية الشعيب رجل تهابه أجهزة الدولة وهو لايمتلك القوة رجل يخشاه الجميع لا لشيء إلا لصدقه وجراءته على قول الحق رجل تتصفد الوشاه إذا حضر وترتعد منه الخصوم إذا نطق ويبكي المذنب إذا حكم .
فما أحوجنا له اليوم ونحن نمر بهذا المنعطق الزمني الخطير في مديرية الشعيب زمن نعاني فيه من أزمة أخلاقية في ظل غياب الدولة وانحراف المشائخ وتفشي ظاهرة بيع الضمير وانتعاش سوق المتاجرة بقاضيا الناس والتلاعب بها.
من منا كان يعتقد أن المشاكل ستتراكم في مديرية الشعيب بالشكل الذي هي عليه اليوم إذا كان الشيخ محسن البدهي حيا ماذا عسانا أن نقول له وكيف سنخبره عما هو حاصل اليوم بعد رحيله ماذا وكيف نخبره عن قضية الفقيد المغدور به محمد الحاج عثمان وعن اللجان التي تشكلت لقضيته ماذا نحدثه عن قضية عبدالفتاح المرزوقي وكيف سنخبره أن البعاطيط والشراميط والجهلة أصبحوا قادة اليوم وكيف لنا أن نخبره أن مشائخ الشعيب قد نقضوا العهد وأضحوا هم بأنفسهم صُناع المشاكل بين الناس وإن معظم قرى المديرية باتت تئن من داخلها بفعل مشائخها إلا من رحم ربي.
ختاما لايسعني إلا أن أترحم على روح الفقيد الشيخ محسن محمد البدهي وأسأل الله تعالى أن يغفر له ويرحمه ويكرمه بمنزلة رفيعة في الجنة وحسبنا الله على رحيله ونعم الوكيل.
تعليقات