مقال : محمد مهيم – فتى أبين وطريقي إلى الصحافة

هذا الفتى الريفي الحبوب واللطيف الذي أمامكم بالصور يدعى ( ماهر علي البرشاء) الذي ينتمي إلى مدينة العين جنوب مديرية لودر بمحافظة أبين..

لم يكمل ماهر الـ24 من عمره ، وهو الآن في السنة الجامعية الأخيرة بكلية الصحافة والإعلام عدن ، وأحد الصحافيين المتميزين في مؤسسة عدن الغد.

اليوم يقطف ماهر ثمار جهوده التي استمرت أربع سنوات ، منذ أن تولّدت لديه فكرة تأليف كتاب أسماه ( طريقي إلى الصحافة) حيث تم نشره في دار عناوين بوكس للنشر بالعاصمة المصرية القاهرة ، وشارك الكتاب في معرض الكتاب الدولي بالشارقة قبل أيام..!!

كما هو معروف ، يتطلب مشروع تخرج من كل طالب في عامه الجامعي الأخير ، لكن ماهر تجاوز ذلك وكان مشروعه كبير وعلى المستوى العربي حلّق عاليًا ، حيث رسم أهدافه بدقة ومضى حتى عانق النجاح في بداياته الأولى التي وضع من خلالها موطئ قدم بين صفوة من الكتاب والأدباء..!!

طريقي إلى الصحافة.. جاء نتاج فكر وقصص مشوّقة ومدهشة واجهت الماهر الصغير طوال رحلته الجامية المحفوفة بالمعاناة والسعادة في آن واحد ، مما ولّد في حناياه الإصرار على انجاز إصداره الأول ، والذي يؤسس لبداية قادمة حافلة بالنجاحات على المستوى المحلي والدولي.

إن التفكير في تأليف كتاب من قبل شاب في مثل هذا العمر ، هو تحدٍ كبير لايمكن مواجهته إلا بطاقة إبداعية كبيرة تكمن في ثنايا هذا الفتى ، فـ عندما نرى الكم الهائل من الغث الذي يصدره لنا بعض منتسبي الإعلام ممن يدّعون أنفسهم دكاترة وأدباء من ورق فاضي ، لايستطيعون حتى تأليف فقرة واحدة تعبر عن فكرة أو استنتاج لموضوع ما ، مع احترامي الشديد.!!

وبعد كل ما ورد .. تخيلوا معي أن ماهر لم يحظ بأي تكريم أو إشادة من الجهات المختصة في محافظة أبين ومكتب إعلامها المنشغل باحتواء جوقة المطبلين من النطيحة والمتردية ..!!

لكن التكريم المتواضع في شكله ، الكبير في أثره ، الذي حظي به ماهر اليوم من مدرسته الأم في العين كان أسمى وأكبر من كل ماينتظره من تلك الجهات التي أصبحت هي العدو الأول لكل المبدعين والناجحين.

بوركت يا ماهر ، ونتمنى لك مزيدًا من التفوق والنجاح في كل ماتصبو إليه وتطمح إلى تحقيقه ، والسموحة على عدم حضورنا هذا اليوم البهيج بسبب ظرف طارئ.