مقال : حيدرة محبوس – أبين المنسية
شكرا لمتابعتكم خبر عن مقال : حيدرة محبوس – أبين المنسية
أتذكر وأنا في الصف السادس،
جمعونا في فناء المدرسة ثم حُشرنا في سيارات فانطلقنا ،بصحبة المعلمين وبعض المواطنين،تقطع بنا الطريق غير المعبد، طريق متعرج،عدة كيلو مترات،حتى وصلنا مفرق امصرة الحميشة،
اصطففنا على جانبي الطريق، لم اكن ادرك هدف هذا الخروج، نردد بصوت جماعي ،مرحب مرحب بالرئيس، نشتي الماء والطريق ونصفق ونلوح لموكب الرئيس صالح،
توقف للحظات،ثم انطلق صوب مدينة لودر، وانطلقنا وراء الموكب، انتهت الفعالية الظهر،
ثم عدنا من حيث أتينا، تلوي بنا سيارة نقل كبير في الطريق نفسها متعرجة رملية امتلأت أنوفنا ووجوهنا بالغبار، وصلنا العصر إلى بيوتنا، هذا كان عام1990م
درجت السنون، وابين لازالت منسية مهملة،
تجاعيد الطرق تشوه وجهها الحسن،
جافة الشفتين من الظمأ،
تتأبطُ الأمراضَ والأوبئة، لقلة المرافق الصحية وتعطلها،فما ينزل من وباء إلا ولها النصيب الأكبر من بين المحافظات،
وليس التعليم فيها على مايرام، كأخواته من الخدمات الأخرى،
تمرُّ بها مواكبُ الساسةِ وتسبح في شرايينها البريّة والبحريّة خيرات الوطن طولاً وعرضاً، وهي ترمق ذلك بألم وكبرياء متزامنين،
أبين الخير، أبين، أبين دوحة الرجال والساسة، التي أنجبت ثلاثة رؤساء، وحكمت أكثر فترة منذ الإستقلال وحتى عهد هادي،
لكنها لم تستأثر بل آثرت ،ولم تكن نرجسية يوم ما،
وهي اليوم تعتب كل العتب على ذلك التهميش والنسيان تجاهلها.
.
تعليقات