مقال : انيس جعسوس – جـعـسـوسيـات ..الطفيليات البشرية

مقال : انيس جعسوس – جـعـسـوسيـات ..الطفيليات البشرية

شكرا لمتابعتكم خبر عن مقال : انيس جعسوس – جـعـسـوسيـات ..الطفيليات البشرية

قبل الدخول في صلب هذا الموضوع دعونا نستذكر جميعاً ونتعرف ماذا تعني كلمة طفيليات كما تعلمناها في علم الأحياء وهو إن الطفيليات كائنات حية تعيش على كائنات حية آخرى وتعتمد عليها في غذائها أي أنها مستأجر غير مرغوب فيه في جسم الكائن الحي وهذا بالطبع ليس هو محور حديثنا في مقالي هذا ولكنني أحببت إن يكون مدخلاً لما أريد إن أتحدث عنه.

المتابع لمجريات واحداث واقعنا المرير في وطننا الجنوب الغالي يرى حجم تزايد الكائنات الطفيلية البشرية التي أصبحت تغتات على حساب كثير من الناس في هذا الوطن المأزوم وان أكثر مايزعجني هو تزايد هذه الطفيليات بين أوساط الإعلاميين الذين ينتمون ويتبعون للشرعية والأنتقالي فكل مايكتبونه يخرج من مشكاة واحدة وهي كتابات تخضع لتوجهات بعض المكونات كي تغتات منها هذه الطفيليات وتسترزق على حساب كثير من البسطاء ويزعمون بأن تلك الكتابات تلامس بعض أوجاع هذا الوطن. والوطن بريئ من كتاباتهم ومما يكتبون.

إن الكثير من الارهاصات وكثير من مظاهر العبث التي نشاهدها اليوم في وطن الجنوب العزيز هي بسبب عبث ماتخطه أقلامكم المأجورة أو مايسمونها اليوم أقلام الدفع المسبق .

إن أفعالكم القبيحة قد أنتجت ثقافة قبيحة وفكر ملوث لايحترم عقول كثير من الناس كي تتاح لكم السيطرة في قيادة المشهد الإعلامي الذي أفرقتوه من معانيه الأصيلة ودمرتم مصداقيته ومهنيته المتعارف عليها.

إن مايحز في نفسي هو ذلك السقوط للكثير من الكتّاب الذين أنساقو وراء المنافع الشخصية والمادية حتى وإن كانت النتيجة تهاوي وتساقط أعمدة الوطن متناسيين حقيقة صادمة وهي إنهم سيسقطون وسيظل الوطن واقفا مترنحاً إلى إن يستعيد عافيته مرة أخرى.

لاشك ولا ريب بأن الإعلام الصادق هو من يمثل وجه الدولة الحقيقي ولزاماً على كل أعلامي حر وشريف إن لايحيد عن الثوابت حتى لاتتضرر أسس الصحافة والأعلام.

بقلم/أنيس جعسوس

مساء الجمعة

تاريخ/٨نوفمبر/٢٠٢٤

كاتب وصحفي مصري يتمتع بخبرة تفوق 10 سنوات في إعداد المقالات والتحقيقات الصحفية المتخصصة في القضايا الاجتماعية والسياسية. يشتهر بأسلوبه الواضح والدقيق وقدرته على تغطية الأخبار بتوازن.