تشهد مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية كارثة حقيقية، حيث اجتاحت حرائق غابات هائلة أجزاء واسعة من المدينة وضواحيها، مخلفة وراءها دماراً هائلاً وأجبرت عشرات الآلاف من السكان على الفرار من منازلهم بحثاً عن الأمان.
وبحسب تقارير تتسارع وتيرة الأحداث في لوس أنجلوس مع استمرار انتشار النيران بفعل الرياح القوية والظروف الجوية الجافة، ما يجعل السيطرة عليها تحدياً كبيراً لفرق الإطفاء.
قال مسؤولون إن ما لا يقل عن 1262 فدانا في منطقة باسيفيك باليساديس الواقعة بين سانتا مونيكا وماليبو احترقت، بعدما حذروا من خطر جسيم لنشوب حرائق نتيجة ريح عاتية هبت عقب فترة طويلة من الطقس الجاف.
اندلعت بشكل مفاجئ
خلال الأيام الماضية، اندلعت الحرائق بشكل مفاجئ بالقرب من منطقة باسيفيك باليساديس في لوس أنجلوس، وامتدت بسرعة فائقة لتطال مناطق أخرى في المدينة، بما في ذلك سفوح جبال سانتا سوزانا.
ساهمت الرياح العاتية التي تهب على المنطقة في انتشار النيران بشكل أفقي واسع، محولةً الغابات والأشجار إلى ألسنة لهب ضخمة. كما ساهمت الظروف الجوية الجافة وارتفاع درجات الحرارة في تفاقم الوضع، ما جعل إخماد النيران أمراً بالغ الصعوبة.
وقال حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، في مؤتمر صحي مساء الثلاثاء، إن السلطات سجلت “العديد من المباني المدمرة” جراء الحريق، مشيرا إلى أن 30 ألف شخص تم إصدار أوامر لهم بإخلاء مساكنهم بسبب الخطر المتزايد. ولم يسجل وقوع إصابات حتى الآن.
شهادات مرعبة للسكان
وصف أحد سكان منطقة باسيفيك باليساديس اللحظات الأولى لاندلاع الحرائق “لم أرَ في حياتي شيئاً كهذا. النيران كانت تلتهم كل شيء أمامها بسرعة مذهلة. كان الأمر أشبه بنهاية العالم”.
“فيما ذكرت سيدة وهى تبكي “تركنا منزلنا وكل ما نملك فيه وهربنا بأرواحنا. لا نعرف ماذا سيحدث لنا ولا إلى أين سنذهب”.
جهود الإطفاء والإخلاء
تبذل فرق الإطفاء جهوداً مضنية للسيطرة على النيران ومنعها من الوصول إلى المناطق السكنية المكتظة. وقد تم استنفار جميع الموارد المتاحة، بما في ذلك الطائرات المروحية التي تحمل المياه والمواد الكيميائية المثبطة للاشتعال.
في الوقت نفسه، صدرت أوامر إخلاء فورية لعشرات الآلاف من السكان في المناطق المهددة، حيث تم توفير مراكز إيواء مؤقتة لهم. وقد وثقت عدسات الكاميرات مشاهد مؤثرة لسكان يغادرون منازلهم على عجل، حاملين معهم ما استطاعوا حمله من ممتلكاتهم الثمينة، بينما كانت النيران تلتهم ما تبقى خلفهم.
الخسائر والأضرار
لم يتم حتى الآن حصر الخسائر والأضرار بشكل كامل، إلا أن التقارير الأولية تشير إلى تدمير عدد كبير من المنازل والممتلكات، فضلاً عن الأضرار البيئية الكبيرة التي لحقت بالغابات والمساحات الخضراء. كما تسببت الحرائق في إغلاق العديد من الطرق الرئيسية، ما أدى إلى تعطيل حركة المرور وإعاقة جهود الإغاثة.
اقرأ أيضا.. التكنولوجيا لخدمة الإرهاب.. كيف تورط الذكاء الاصطناعي في هجمات أمريكا؟