استقبل اللواء محمود توفيق وزير الداخلية الرئيس السيسي خلال احتفال وزارة الداخلية بالذكرى الـ 75 لذكرى 25 يناير 1952، وهو اليوم الذي سطر فيه رجال الشرطة البواسل ملاحم التضحية والفداء بتضحياتهم بدمائهم وأرواحهم دفاعا عن الوطن. الوطن ضد قوات الاحتلال، ليبقى هذا اليوم رمزاً ناصعاً في سجل البطولة الوطنية.
وقال وزير الداخلية إن هذه الذكرى هذا العام تأتي في الوقت الذي تثبت فيه الشرطة المصرية التزامها الثابت والمستمر بالحفاظ على الأمن والاستقرار والتزامها الكامل بحماية مقدرات الوطن، وهو ما يعكس التزام الوزارة العميق بمسئوليتها تجاه هذا الشعب العظيم. .
وأشار اللواء محمود توفيق إلى أن إستراتيجيتنا الأمنية ترتكز على فهم عميق للواقع الأمني المحلي والإقليمي، ونحن على أتم الاستعداد لمواجهة التحديات التي تهدد أمن البلاد، من الإرهاب إلى الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات، وجرائم التكنولوجيا الحديثة. .
وجاء النص الكامل لكلمة وزير الداخلية كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الرئيس / عبد الفتاح السيسي … رئيس الجمهورية ببالغ التقدير والاعتزاز … تكريما لفخامتكم وحضوركم الكريم وزارة الداخلية تحتفل بالذكرى الـ 25 لثورة يناير 1952. بتاريخ هذا اليوم… الذي تجسدت فيه روح الانتماء والتضحية حيث ضحى رجال الشرطة البواسل بدمائهم وأرواحهم في سبيل الدفاع عن الوطن والحفاظ على مقدراته من أعين قوات الاحتلال، فصنعوا نبراساً مضيئاً في قلب الوطن. المدينة أصبح رقماً قياسياً في البطولات الوطنية، وتحل هذه الذكرى في عامها الثالث والسبعين. وتظل الشرطة المصرية ملتزمة بوعدها وإيمانها بالبقاء حصنًا منيعًا للأمن والاستقرار.
تركيبة نبيلة:
وترتكز الاستراتيجية الأمنية للوزارة على استقراء واقع الأمن الداخلي وبيئته الإقليمية ووضع الخطط اللازمة لمواجهة التحديات الناجمة عن الصراعات والتغيرات التي تشهدها المنطقة والتي خلقت بيئة خصبة لمختلف الأنشطة غير المشروعة التي باتت تهدد الأمن الوطني. أمن واستقرار الدول في مواجهة التطور الهائل للوسائل التكنولوجية الحديثة والقدرة على تطويعها لارتكاب الجرائم بأساليب جديدة.
وما زالت في مقدمة هذه التحديات آفة الإرهاب ومخططات نشر الفوضى، الأمر الذي يتطلب أقصى درجات اليقظة في مواجهة محاولات التنظيمات الإرهابية استغلال الوضع الأمني المتدهور في المنطقة لاستعادة قدراتها والتوسع في المنطقة. ويستخدمون المناطق غير المستقرة كقاعدة لأنشطتهم التدميرية، وإنشاء بؤر استيطانية جديدة ودفعهم إلى ارتكاب أعمال عنف تستهدف مقدرات شعبهم.
وفي هذا السياق، يحاول تنظيم الإخوان الإرهابي إحياء نشاطه من خلال توسيع نطاق نشر الشائعات والأخبار الكاذبة، واستقطاب الشباب ودفعهم لارتكاب أعمال غير مسؤولة أملا في زعزعة الأمن والاستقرار، والتحاور مع عدد من الجهات الشعبية. وذوي التوجهات الفكرية المختلفة القائمة على المصالح المشتركة يقبلون الدعوة إلى إعادة دمجهم في النسيج الاجتماعي الذي انبثقت منه أيديولوجيتهم القائمة على العنف والتخريب.
وهنا تواصل سلطات وزارة الداخلية جهودها لرصد هذه المخططات في مرحلة مبكرة وإفشالها من خلال توجيه الهجمات الأمنية الوقائية ضدها وقطع خطوط وقنوات تمويلها بدعم فعال من السكان أجهضت وبلغت عناصر لجانها الإعلامية والجهات التجارية التي تستخدمها ذريعة لتمرير الدعم المالي (2.4 مليار جنيه مصري). كما تلتزم الوزارة بتوضيح الرأي العام عبر وسائل الإعلام المختلفة. وزيادة برامج التوعية للشباب لحمايتهم من مؤامرات قلب الدول.
السادة المشاركين:
وانعكاسا للتدهور الأمني الذي تشهده المنطقة، والذي أدى إلى تصاعد ملحوظ في الجريمة المنظمة بكافة أشكالها، وخاصة الجرائم المتعلقة بالمخدرات، قامت مصالح المعلومات والرقابة بالوزارة بمتابعة دقيقة لتحركات ومسارات عمليات التهريب والمسؤولين عنها حيث تمكنت من إحباط وضبط كميات غير مسبوقة من المخدرات تقدر قيمتها بحوالي 15.7 مليار جنيه مصري. كما منعت دخول كميات كبيرة من المخدرات الاصطناعية إلى البلاد لتهريبها إلى بلدان أخرى. وتقدر قيمة هذه الأدوية بنحو 28 مليار جنيه مصري في بلدان المقصد.
وانطلاقا من حرص الوزارة على مواجهة هذا التهديد الذي يستهدف عقول الشعوب، فقد تم إنشاء مقر جديد لقطاع المخدرات والأسلحة وتجهيزه بالتقنيات الحديثة التي تتيح له مواكبة التطور النوعي لهذه الجرائم. بالإضافة إلى إنشاء المركز المصري الدولي للتدريب على مكافحة المخدرات ودعمه بأحدث المهارات والأساليب التدريبية، ومن المخطط توسيع أنشطة المركز لتشمل تدريب كوادر الشرطة المتخصصة في الدول الشقيقة والصديقة في إطار التعاون الدولي في مجال مكافحة المخدرات. مجال القتال.
وفي السياق نفسه، نشطت عصابات تهريب المهاجرين في الآونة الأخيرة على المستويين الإقليمي والدولي، وتنتهج أنماطا جديدة من النشاط للتهرب من المراقبة الأمنية وتقويض واعتقال الهجرة غير الشرعية من البلاد، وهو ما نال الكثير من الإشادة الدولية.
وفي الوقت نفسه، ومن أجل تحقيق مفهوم الأمن الشامل في مواجهة التوسع الثقافي غير المسبوق الذي تشهده البلاد، تسعى الوزارة جاهدة إلى مكافحة الجريمة والقضاء على البؤر الإجرامية وتشكيلات العصابات، ومكافحة الجرائم الاقتصادية وخاصة تجارة النقد الأجنبي وتمت مصادرة حوالي 4.6 مليار جنيه نقدًا، وتشير الإحصاءات إلى انخفاض الجريمة بنسبة 14.2% العام الماضي مقارنة بالعام السابق. وكان سابقتها نتيجة للجهود الأمنية بالإضافة إلى جهود الدولة في تنفيذ البرامج الاجتماعية والتنمية الثقافية للمناطق التي وفرت بيئة خصبة لتزايد السلوك الإجرامي.
كما أولت الوزارة اهتماماً كبيراً بمكافحة الجرائم الإلكترونية بمختلف أنواعها من خلال تحقيق التكامل بين قدرات العنصر البشري والوسائل التكنولوجية الحديثة، مع الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إدارة العمل الأمني من خلال مركز العمليات الأمنية المطور حديثاً لتحقيق ذلك. نظام أمني تكنولوجي متكامل قادر على مواكبة التطور السريع في الأساليب المستخدمة في ارتكاب هذه الجرائم.
تركيبة نبيلة:
وتشهد التجربة المصرية.. في تطوير مفهوم العدالة التصالحية من خلال تحويل المؤسسات العقابية إلى مراكز إصلاح وتأهيل، على نجاحات ملحوظة في تحقيق أهدافها التي ترتكز على ضمان عدم معاودة ذوي السلوك الإجرامي بعد قضاء محكوميتهم العودة إلى الجريمة تلتزم الإدارة بتوسيع برامج التدريب والتعليم الفني للنزلاء وتمكينهم من إنتاج المنتجات. ومن شأن منتجاتهم ومشاركتهم في المعارض المحلية الكبيرة أن توفر لهم عائداً مالياً معقولاً خلال فترة سجنهم وتساهم في انخراطهم السريع في المجتمع بعد إطلاق سراحهم.
كما تهدف الوزارة إلى تبادل خبراتها على المستوى الإقليمي والدولي من خلال المؤتمرات وورش العمل المتعلقة بحقوق الإنسان واستقبال العديد من الوفود من مراكز الإصلاح والتأهيل من الدول العربية والإفريقية والمنظمات الدولية والبعثات الدبلوماسية ومنظمات المجتمع المدني للتعرف على المزيد حول حقوق الإنسان. التطبيق العملي للتجربة المصرية التي نالت الكثير من الثناء في المنتديات.
ونظراً لاندماجها في النسيج الاجتماعي للدولة، تولي الوزارة أهمية كبيرة لدورها الاجتماعي والتكافلي في الحفاظ على التلاحم الإنساني بين الشرطة والمواطنين من خلال تقديم مختلف أوجه الدعم لأسرنا ذات الدخل المحدود والتوسع في إنشاء الإصلاحات الاجتماعية. والخدمات الأمنية المتنقلة لضمان سهولة تقديم هذه الخدمات لكبار السن وذوي الإعاقة في أماكن إقامتهم، فضلاً عن إنشاء مراكز الخدمة السريعة لإصدار الوثائق والأوراق الثبوتية. في الحال.
كما حققت مبادرة “الجيل الجديد” التي روجت لها القيادة السياسية نتائج ممتازة في رفع المستوى الثقافي والفكري لأبناء المناطق الحضرية الفتية، وأشادت بها المؤسسات الوطنية والإقليمية لتقديمها (20) منحة جامعية مجانية لطلبة المبادرة المتفوقين. بعد أن أدركوا أنهم لم يعودوا فئة مهمشة بل أصبحوا جزءا من المستقبل الواعد لبلادهم.
الإخوة والأبناء.. أفراد الشرطة:
أحييكم.. على جهودكم المخلصة، وما تقدمونه من تضحيات صادقة في سبيل تحقيق المهمة الأمنية السامية، التي أقسمتم على تحمل مسؤوليتها، وهي الحفاظ على أمن الوطن وأمن شعبه العظيم.
واليوم، ونحن نحتفل بهذه الذكرى الوطنية الخالدة، أحيي أرواح شهدائنا الأبرار، رجال القوات المسلحة البواسل، وأفراد الشرطة الأبية الذين ضحوا بحياتهم في سبيل خير وطنهم، كما أدعو لمصابينا بالشفاء العاجل. وإعادتك للخدمة مرة أخرى.
السيد رئيس الجمهورية:
إن ما تعيشه مصر من أمن واستقرار هو ثمرة القيادة الحكيمة وإصرار مصر الصادق على الحفاظ على مكانتها الرائدة بين الأمم رغم كل المتغيرات الإقليمية والدولية المتلاحقة. وهذا ما لم يكن ليتحقق لولا الالتزام بمواصفاتكم. فالتميز يتطلب وحدة الصف وتلاحم أبناء الوطن.. تكتلاً في مواجهة التحديات.
ويجدد ضباط الشرطة وعدهم لمعاليها بأن يظلوا على أتم الاستعداد والاستعداد، ويؤدون واجبهم بكامل عزيمة وإصرار، ويدافعون عن أمن مصر، وعازمون على توفير البيئة الآمنة لشعبها لمواصلة طريق التنمية التدريجية. .
أدام الله عز وجل على مصرنا الغالية نعمة الأمن والسلام، وحفظك سيدي الرئيس ورعاك وسدد خطاك على طريق الحق. فهو نعم الرب ونعم النصير.