في إنجاز علمي غير مسبوق، يستعد مرضى القلب في بريطانيا للاستفادة من صمامات قلبية طبيعية قادرة على النمو داخل الجسم، وهو ما قد يحدث تحولًا جذريًا في مجال جراحة القلب، ومن المقرر أن يتم زراعة هذه الصمامات لـ50 مريضًا في مرحلة تجريبية أوليّة، وفقًا لـ”ديلي ميل”.
صمامات قلبية حية
هذه الصمامات مصنوعة من ألياف تعمل كـ”سقالة” يتم غرسها لتتكامل مع خلايا الجسم، وتذوب تدريجيًا لتترك خلفها صمامًا حيًا مكونًا من أنسجة المريض نفسه.
مشكلات الصمامات القلبية التقليدية
الصمامات القلبية التالفة قد تتصلب أو تصبح عرضة للتسريب، ما يزيد من احتمالية الإصابة بقصور القلب، والسكتات الدماغية، أو النوبات القلبية، كما أنه لاستبدال الصمامات القلبية كل فترة عيوب كبيرة، ومن أنواعها:
- الصمامات البيولوجية: المأخوذة من أنسجة الأبقار أو الخنازير، لكنها تدوم غالبًا لعقد واحد من الزمن، وقد يرفضها الجهاز المناعي في بعض الأحيان.
- الصمامات الميكانيكية: تتطلب تناول الأدوية المضادة للتخثر مدى الحياة، ما يثقل كاهل المرضى بالمضاعفات الصحية.
الأمر أكثر تعقيدًا فيما يتعلق بالصمامات التقيلدية يكمن في الأطفال المولودين بعيوب خلقية في القلب، حيث يحتاجون لاستبدال الصمامات القلبية عدة مرات قبل الوصول إلى مرحلة البلوغ.
أما الصمامات الجديدة، فتتميز بقدرتها على النمو تزامنًا مع نمو الطفل الطبيعي.
الدكتور مجدي يعقوب
يقود هذا المشروع العلمي البروفيسور مجدي يعقوب، الذي يعد من أبرز الأسماء في مجال جراحة القلب على مستوى العالم، ويهدف إلى تحسين جودة حياة المرضى من خلال تقليل الحاجة إلى العمليات الجراحية المتكررة وخفض خطر رفض مناعة الجسم للصمامات المزروعة.
تشير الإحصائيات إلى أن هناك ما يقرب من 13 ألف عملية استبدال صمام قلبي تُجرى في المملكة المتحدة، وما يصل إلى 300 ألف عملية على مستوى العالم سنويًا، وهو رقم مرشح للزيادة بمرور الوقت.
ومن المتوقع مع الصمام الحي الجديد، أن تقل مثل هذه العمليات، مع تجنب احتمالية رفض مناعة الجسم للأجسام الخارجية المصنوع منها الصمامات التقليدية.
نتائج الدراسات العلمية
أظهرت الدراسة المنشورة في مجلة Nature Communications Biology نتائج واعدة، فعقب الزراعة بأربعة أسابيع، تم اكتشاف أكثر من 20 نوعًا من الخلايا داخل الصمام، مماثلة للخلايا الموجودة في جسم المريض، وتتنوع بين خلايا عصبية ودهنية.
وخلال ستة أشهر، يصبح هيكل الصمام مكونًا بالكامل من خلايا المريض، أما بعد عامين، فيذوب الهيكل تاركًا خلفه صمامًا حيًا متكامل الوظائف، قادرًا على النمو مع المريض مدى الحياة.
التجارب البشرية للصمامات
من المقرر بدء التجارب البشرية على 50 إلى 100 مريض، بينهم أطفال، خلال الـ18 شهرًا المقبلة، وستركز التجارب على مقارنة أداء الصمام الجديد بالصمامات التقليدية، بمشاركة فريق دولي من الخبراء من مؤسسات بارزة مثل كلية لندن الجامعية ومستشفى جريت أورموند ستريت.
ردود الفعل والتوقعات
أشادت المديرة الطبية المساعدة لمؤسسة القلب البريطانية، الدكتورة سونيا بابو، بهذا الإنجاز الرائد في مجال جراحة الصمامات القلبية.
وأضافت: “على الرغم من المراحل الأولى للتقنية، فإن نجاحها قد يتيح للعديد من المرضى حياة أطول وأكثر جودة”.