منظومة S-500 قفزة نوعية في الدفاع الجوي والفضائي الروسي

منظومة S-500 قفزة نوعية في الدفاع الجوي والفضائي الروسي

تعد منظومة S-500 الروسية أحدث تطور في مجال الدفاع الجوي والفضائي، وقد حصلت عليها أفواج الدفاع الجوي والفضائي الروسية في أواخر العام الماضي، وذلك وفق إعلان قائد قوات الدفاع والفضاء الروسي، دون الكشف عن العدد أو المخطط المستقبلي لنشرها.

وتُعتبر هذه المنظومة ثمرة سنوات طويلة من التطوير والبحث، حيث تُمثل الجيل الجديد من أنظمة الدفاع الجوي الروسية.

منظومة S-500 خلال معرض الجيش في روسيا

تتميز منظومة S-500 بقدرتها على رصد الصواريخ الباليستية من مدى يصل إلى 2000 كم، كما تستطيع تحديد الرؤوس الحربية بعد انفصالها عن الصاروخ من مسافة تصل إلى 1300 كم.

وبالإضافة إلى ذلك، فإنها قادرة على التصدي للأهداف التي تتحرك بمدى يتراوح بين 560 إلى 600 كم وبتغطية ارتفاع يصل إلى 200 كم خارج الغلاف الجوي، مع القدرة على التعامل مع أهداف تسير بسرعات تصل إلى 20 ماخ.

مكونات منظومة S-500

يتألف نظام S-500 من مجموعة متكاملة من المعدات تشمل:

– عربات حامل الصواريخ: تتضمن 8 عربات من طراز 77P6، تحمل صواريخ من نوع 77N6 و77N6-N1.

– عربة قيادة وسيطرة: من طراز 55K6MA.

– رادارات متعددة: منها رادار إدارة المعارك (91N6A)، ورادار للإغلاق على الأهداف وتوجيه الصواريخ (96L-STSP)، بالإضافة إلى رادار 76T6.

– عربات الإعادة التلقيم والصيانة: لضمان استمرارية العمل والصيانة الدورية.

تُعد المنظومة قادرة على التصدي لما يصل إلى 10 صواريخ بالستية في آنٍ واحد، كما يمكنها إسقاط الطائرات المقاتلة والصواريخ البالستية والأقمار الصناعية التي تحلق على ارتفاع منخفض. وتأتي S-500 كأحدث تطور بعد الأنظمة الروسية السابقة مثل S-300 وS-400، إذ تعمل بصاروخين بمدى 560 و600 كيلومتراً على التوالي.

الصاروخ العامل في المنظومة الروسية S-500

المقارنة الدولية وآفاق التصدير

من الناحية المقارنة، تتفوق منظومة S-500 على الأنظمة الأمريكية مثل باتريوت وثاد في تعدد المهام؛ إذ تستطيع إسقاط جميع أنواع الأهداف المعادية.

بينما تُعنى أنظمة مثل ثاد بالصواريخ البالستية فقط، كما أن مدى S-500 يصل إلى 600 كم، وهو أكبر بثلاثة أضعاف تقريباً من مدى الأنظمة الأمريكية التي يصل مداها إلى حوالي 200 كم.

فيما يتعلق بالتصدير والعملاء الأجانب، لا تخطط روسيا حالياً لتصدير منظومة S-500، حيث تركز على تجهيز قواتها الدفاعية بالعدد المخطط له قبل طرحها في السوق الدولية.

ومع ذلك، هناك اهتمام دولي محتمل بها؛ فمثلاً، تُترقب الهند التي حصلت مؤخراً على منظومة S-400، وتسعى لتحديث منظومتها بتطويرات محلية، بينما قد تظهر الصين أيضاً اهتماماً بهذه التكنولوجيا على الرغم من تقدمها في مجال تصنيع أنظمة الدفاع الجوي المحلية.

منظومة S-500 بتمويه صحراوي تصميم خيالي

اقرأ أيضاً

إسرائيل تنقل أسلحة حزب الله إلى أوكرانيا

يمثل تطوير منظومة S-500 خطوة استراتيجية هامة في تعزيز القدرات الدفاعية الروسية، كما أنه يؤكد التفوق التقني في مواجهة التحديات المتزايدة في مجال الدفاع الجوي والفضائي على المستوى الدولي.