بالاتفاق على مواصلة التنسيق الدبلوماسى بين الدول الثلاث، والإعداد للجولة الثانية من القمة الثلاثية لرؤساء مصر وإريتريا والصومال فى وقت قريب، انتهى أمس، السبت، الاجتماع الأول للجنة الوزارية المصرية الإريترية الصومالية المشتركة المُشّكلة بموجب البيان الصادر عن قمة رؤساء الدول الثلاث، التى استضافتها العاصمة الإريترية أسمرة ١٠ أكتوبر الماضى.
تناول الوزراء الثلاثة، حسب البيان المشترك، تطورات الأوضاع فى المنطقة، خاصة أوضاع السودان وتداعياتها الإقليمية، والتعاون بين الدول المشاطئة للبحر الأحمر، والأوضاع الميدانية فى الصومال، و… و… وثمّن وزير خارجيتنا دعم إريتريا والصومال المرشح المصرى لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، الدكتور خالد العنانى. وكان لافتًا أن البيان لم يشر، من قريب أو بعيد، إلى الاتفاق الصومالى الإثيوبى، «اتفاق أو إعلان أنقرة»، الموقّع فى ١١ ديسمبر الماضى، الذى قيل إنه أنهى الأزمة بين البلدين!
قبل الاجتماع الثلاثى عقد وزيرا خارجية مصر وإريتريا اجتماعًا ثنائيًا ناقشا خلاله سبل تعزيز التعاون بين البلدين فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، كما تم التطرق إلى أهمية تعزيز الجهود المشتركة لدعم الأمن والاستقرار فى منطقة القرن الإفريقى، إضافة إلى تعزيز التنسيق فى القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الأوضاع فى الصومال ودعم الحكومة الصومالية فى الحفاظ على وحدة وسيادة الصومال وسلامة أراضيه. كما تناول الوزيران الأوضاع فى السودان ومنطقة البحر الأحمر، واتفقا على مواصلة التشاور والتنسيق، والعمل على تنفيذ مبادرات مشتركة لتعزيز التعاون الثنائى.
أما وزير خارجية الصومال، فكان قد زار القاهرة فى ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٤، وتناول الأحد الماضى مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين، فى اتصال تليفونى مع وزير خارجيتنا الذى أكد خلال الزيارة والاتصال مجددًا دعم مصر الكامل سيادة دولة الصومال ووحدته واستقلاله وسلامة أراضيه، ودعمها الكامل أيضًا جهود الحكومة الصومالية فى مكافحة الإرهاب، واستعادة السلام فى كل ربوع الصومال، وبما يسهم فى تعزيز أمن واستقرار منطقة القرن الإفريقى والبحر الأحمر. كما حرص وزير خارجيتنا على الإعراب عن دعم مصر المؤسسات الوطنية الصومالية، واستعدادها لتوفير كل المساعدات الفنية اللازمة لتمكينها من الاضطلاع بدورها فى تحقيق تطلعات الشعب الصومالى الشقيق.
المهم هو أن البيان المشترك لاجتماع اللجنة الوزارية المشتركة الثلاثية، الذى استضافته القاهرة، أمس، قال إن الوزراء الثلاثة بحثوا الخطوات التنفيذية، التى تم اتخاذها بناءً على توجيهات رؤساء الدول الثلاث فى قمة أسمرة، لتعزيز الأمن فى منطقة القرن الإفريقى والبحر الأحمر، والحفاظ على وحدة وسيادة دول المنطقة، فى إطار قواعد وأحكام القانون الدولى، ومبدأ عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول. كما جاء فى البيان أن الوزراء الثلاثة رحبوا بالتقدم المُحرز فى تعزيز التعاون بين دولهم من أجل تحقيق الأمن فى الصومال، بما فى ذلك التعاون القائم بين مصر والصومال للمساهمة فى جهود حفظ وبناء السلام، والمشاركة المصرية فى بعثة الاتحاد الإفريقى للدعم والاستقرار فى الصومال AUSSOM، وتباحثوا حول سبل الإسهام فى الارتقاء بقدرات مؤسسات الدولة الصومالية، لتمكينها من القضاء على الإرهاب، وبسط سيطرة الدولة على كامل أراضيها، وتعزيز قدراتها على حماية حدودها البرية والبحرية.
.. وتبقى الإشارة إلى أن وزير الدفاع الصومالى كان هنا فى القاهرة الخميس الماضى، واستقبله القائد العام لقواتنا المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى والوفد المرافق له، بمقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع. وجرت خلال اللقاء مناقشة آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وانعكاساتها على أمن واستقرار القارة الإفريقية. وبعد إشادة وزير دفاعنا بعمق العلاقات التاريخية بين البلدين واعتزازه بعلاقات الشراكة التى تربط قواتهما المسلحة، أعرب وزير الدفاع الصومالى عن عميق شكره وتقديره جهود مصر فى إرساء دعائم الأمن والاستقرار لكل الدول الإفريقية، مرحبًا بالمشاركة المصرية فى بعثة الاتحاد الإفريقى بالصومال، ومؤكدًا أهمية التعاون المشترك بين القوات المسلحة المصرية والصومالية فى مختلف المجالات.
