القاهرة (خاص عن مصر)- نجحت مصر في تأمين قرض مشترك بقيمة 2 مليار دولار كجزء من استراتيجيتها لتنويع مصادر التمويل ودعم الاستقرار الاقتصادي في ظل التحديات المالية العالمية. وأعلنت وزارة المالية أن عائدات القرض ستستخدم في المقام الأول لتغطية متطلبات الميزانية، وتعزيز المرونة المالية للبلاد.
معالجة عجز الموازنة واستدامة الدين
وفقا لتقرير فوربس، تأتي أحدث خطوة تمويلية لمصر في وقت تعمل فيه الدولة الواقعة في شمال إفريقيا على إدارة عجزها المالي مع الحفاظ على مسار النمو الاقتصادي المستقر. ووفقًا لوزارة المالية، من المتوقع أن يصل عجز الموازنة للسنة المالية 2024-2025 إلى 24.7 مليار دولار، وهو ما يشكل 7.3% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
ومع ذلك، تشير الأرقام الأخيرة إلى انخفاض ملحوظ في العجز الإجمالي. خلال الأشهر الخمسة الأولى من السنة المالية 2024-2025، انخفض عجز الموازنة بمقدار 1.8 مليار دولار إلى 11.1 مليار دولار، مقارنة بـ 13 مليار دولار خلال نفس الفترة من السنة المالية السابقة. ويؤكد هذا الاتجاه الإيجابي التزام مصر بالحفاظ على الانضباط المالي أثناء التنقل في اقتصاد عالمي متقلب بشكل متزايد.
اللاعبون الرئيسيون في تسهيل القرض المشترك
تم ترتيب تسهيل القرض المشترك من قبل شركة الإمارات دبي الوطني كابيتال المحدودة، الذراع المصرفية الاستثمارية لبنك الإمارات دبي الوطني، وبنك ستاندرد تشارترد. عملت المؤسستان كمنسقين عالميين ومنظمين رئيسيين مفوضين ومسجلين (IMLABs)، ولعبتا دورًا حاسمًا في هيكلة وتنفيذ الصفقة.
يأتي تسهيل القرض بعد السداد الكامل لقرض مشترك سابق بقيمة 3 مليارات دولار في نوفمبر 2024، مما يدل على التزام مصر باستدامة الديون. من خلال الاستفادة من أسواق القروض المشتركة الدولية والإقليمية، تواصل مصر بناء ثقة المستثمرين في استقرارها الاقتصادي وآفاق النمو على المدى الطويل.
اقرأ أيضًا: أوروبا تحقق إنجازًا في الطاقة النظيفة بتفوق الشمسية على الفحم لأول مرة
ثقة المستثمرين القوية في الاقتصاد المصري
لقي القرض المشترك اهتمامًا كبيرًا من المستثمرين الدوليين والإقليميين، مما أدى إلى زيادة الاكتتاب بأكثر من 2.5 مرة. ويسلط هذا الاستجابة الساحقة الضوء على الجدارة الائتمانية العالية لمصر والثقة المتزايدة للمؤسسات المالية العالمية في الإصلاحات الاقتصادية في البلاد.
أعرب أحمد كوجك، وزير المالية المصري، عن تفاؤله بشأن الاهتمام القوي من المستثمرين. “يؤكد هذا القرض البالغ 2 مليار دولار على قوة ومرونة الاقتصاد المصري وثقة المستثمرين في إصلاحاتنا الاقتصادية. تظل مصر ملتزمة بتنويع مصادر تمويلها ضمن إطار مالي منضبط لضمان الاستقرار الاقتصادي واستدامة الديون. لقد أظهر بنك الإمارات دبي الوطني وستاندرد تشارترد خبرة استثنائية في إتمام هذه الصفقة بنجاح”.
الأهمية الاستراتيجية للرؤية الاقتصادية لمصر
أكد هيتيش أساربوتا، الرئيس التنفيذي لشركة الإمارات دبي الوطني كابيتال، على أهمية ترتيب التمويل، قائلاً: “يشرفنا أن نسهل مرة أخرى التمويل المشترك لمصر ونفخر بخبرتنا في تقديم حلول التمويل لدعم أولويات التنمية في مصر. “إن الإصدار الناجح لهذا التمويل يسلط الضوء على مكانة مصر القوية بين الأسواق الناشئة والثقة المتزايدة للمستثمرين الدوليين في مستقبلها الاقتصادي”.
وبالمثل، أكد محمد جاد، الرئيس التنفيذي لبنك ستاندرد تشارترد مصر، على التزام البنك بدعم الاستقرار المالي في مصر. “بعد إطلاق عملياتنا في مصر، يسعدنا أن نكون جزءًا من هذه الصفقة التاريخية. وباعتبارها أكبر وأكثر الأسواق الناشئة تنوعًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن مصر ذات أهمية استراتيجية كبيرة لبنك ستاندرد تشارترد. يتماشى هذا الإصدار الناجح مع جهودنا لتعزيز نمو الاقتصاد المصري مع المساهمة في أهداف رؤية مصر 2030”.