القاهرة (خاص عن مصر)- أفادت مصادر استخباراتية إسرائيلية أن حماس تستخدم احتفالات إطلاق سراح الرهائن كغطاء لإعادة بناء قدراتها العسكرية وإجراء عمليات استطلاع في غزة.
وفقا للمصادر الذين تحدثوا لتليجراف البريطانية، نشرت الجماعة أعدادًا متزايدة من المقاتلين والطائرات بدون طيار خلال كل عملية تسليم متتالية، مما أثار عزز قدرتها على إعادة تجميع صفوفها على الرغم من العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة.
إطلاق سراح الرهائن كفرصة تكتيكية
كشفت مصادر إسرائيلية أن حماس تستغل احتفالات إطلاق سراح الرهائن التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة النطاق لتعزيز قواتها وجمع المعلومات الاستخباراتية. وقد شهد كل حدث زيادة كبيرة في عدد المقاتلين المسلحين الحاضرين، من 20 إلى 150، إلى جانب استخدام الطائرات بدون طيار لتصوير المناطق المحيطة.
أثارت هذه الاحتفالات، التي تنطوي على عرض الرهائن وسط حشود كبيرة محاطة بمسلحين ملثمين، انتقادات من جانب المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين.
أشار رونين سولومون، وهو محلل استخباراتي إسرائيلي، إلى أن حماس تستخدم هذه الأحداث لإعادة بناء بنيتها العسكرية. قال: “يمكننا أن نرى أنماط التقدم في قوة حماس من حفل إلى حفل. وباستخدام هذه الأحداث، يمكننا أن نرى أنه من قوة صغيرة، في كل مرة يجعلونها أكبر، من فصيلة إلى ما يشبه عملية لواء”.
اقرأ أيضًا: طفرة عقارية.. دبي تجذب أثرياء العالم بقصور فاخرة بقيمة 100 مليون دولار
رسم خريطة غزة وإعادة بناء القوات
قامت حماس بتغيير مواقع التسليم بشكل استراتيجي، مما يسمح لها برسم خريطة للمناطق الرئيسية في غزة، بما في ذلك رفح وخان يونس وميناء غزة. هذه المعلومات الجغرافية الاستخباراتية حاسمة للمجموعة، التي كانت تعمل بقدرة محدودة بسبب تدمير شبكات الأنفاق وخطوط الاتصالات.
أكد مصدر عسكري إسرائيلي كبير أن طرق الأنفاق الرئيسية عبر غزة قد تم تدميرها، بما في ذلك تلك التي تربط بين شمال وجنوب القطاع. ومع ذلك، فإن قدرة حماس على تحريك القوات خلال هذه الاحتفالات وفرت لها فرصة لإعادة تجميع وتدريب مقاتليها.
“كل شاحنة تحمل من ستة إلى عشرة مقاتلين، وقائد، ووسائل اتصال مثل أجهزة الاتصال اللاسلكية، والتي تستخدم للتنسيق مع الصليب الأحمر. لكنها أيضًا قاعدة للسيطرة على القوات، وتمرين للقوة لاكتساب الخبرة مرة أخرى بعد أشهر من حرب العصابات”، كما أوضح سولومون.
الحرب النفسية والرسائل العامة
لا تعد مراسم إطلاق سراح الرهائن مجرد مناورات تكتيكية، بل تعمل أيضًا كشكل من أشكال الحرب النفسية. تهدف هذه الأحداث، التي يتم الترويج لها على نطاق واسع على قنوات حماس على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى تعزيز هيمنة المجموعة في غزة وإعداد السكان المحليين لوجودها المستمر.
على الرغم من مزاعم إسرائيل بأنها ألحقت “تدهورًا خطيرًا” بالقدرات العسكرية لحماس، فإن قدرة المجموعة على التكيف وإعادة البناء تظل مصدر قلق. قال مسؤول استخباراتي إسرائيلي كبير لصحيفة التليجراف: “حماس تضعنا على حبل مشدود لأننا لا نرغب في منحهم ذريعة للانسحاب من التبادل، لكنهم بالتأكيد يستغلون هذه الأحداث لإعادة تجميع صفوفهم”.
التحديات في التجنيد والمعدات
في حين تقدر إسرائيل أن 17 ألف مقاتل من حماس قتلوا منذ بدء الحرب، فإن جهود التجنيد التي تبذلها المجموعة لم تكن ناجحة كما كان يعتقد سابقا. وقد نفى مصدر عسكري كبير مزاعم وزارة الخارجية الأميركية بأن حماس جندت عددا من المقاتلين الجدد يساوي عدد من فقدتهم، مشيرا إلى أن بضع مئات فقط من المجندين عديمي الخبرة انضموا إلى صفوفها.
ومع ذلك، فإن كمية المعدات التي عُرضت خلال الاحتفالات، بما في ذلك المدافع الرشاشة والصواريخ المضادة للدبابات والطائرات بدون طيار، تشير إلى أن حماس لا تزال تحتفظ بموارد عسكرية كبيرة. وحذر سولومون من الرضا عن الذات، مشيرا إلى أن المقاتلين الذين يتعاملون مع هذه الأسلحة يبدو أنهم أصبحوا أكثر خبرة.
مفاوضات وقف إطلاق النار والدبلوماسية الإقليمية
إن إطلاق سراح الرهائن هو جزء من اتفاق وقف إطلاق نار أوسع نطاقا تم التوصل إليه بين إسرائيل وحماس. وبموجب الاتفاق الحالي، من المقرر إطلاق سراح 33 رهينة في مقابل 2000 سجين فلسطيني، مع إطلاق سراح 79 رهينة إضافيين إذا تقدمت المفاوضات إلى المرحلة الثانية.
توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن يوم الأحد للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في أول لقاء بين زعيمين أجنبيين منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض. وأكد نتنياهو أن المناقشات ستركز على “الانتصار على حماس، وتحقيق إطلاق سراح جميع رهائننا، والتعامل مع محور الإرهاب الإيراني بكل مكوناته”.
لا تزال هناك فجوات كبيرة في المفاوضات، وخاصة فيما يتعلق بمطالبة حماس بالبقاء في السلطة في غزة. ومن المرجح أن تشكل نتيجة هذه المحادثات المرحلة التالية من الصراع وتحدد ما إذا كانت إسرائيل ستنسحب من قطاع غزة.