القاهرة (خاص عن مصر)- أدى نيكولاس مادورو، زعيم فنزويلا المحاصر، اليمين الدستورية لولاية ثالثة يوم الجمعة وسط انتقادات واسعة النطاق لشرعية نظامه وسجله في مجال حقوق الإنسان.
وفقا لتقرير تليجراف شهد الحفل، الذي أقيم في الجمعية الوطنية في كاراكاس، استحضار مادورو لإرث زعيم المتمردين الأصليين غواياكايبورو ومعلمه الرئيس السابق هوغو شافيز، الذي عينه خليفة له في عام 2012.
وأعلن مادورو: “أتمنى أن تكون هذه الفترة الرئاسية الجديدة فترة سلام وازدهار ومساواة وديمقراطية جديدة”، ومع ذلك، قوبلت كلماته بالازدراء من المعارضة، التي اتهمته بتدبير انتخابات احتيالية في يوليو 2024 لتأمين منصبه.
الولايات المتحدة تصعد الضغوط بمكافأة 25 مليون دولار
في تطور مهم، زادت الولايات المتحدة مكافأتها مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال مادورو إلى 25 مليون دولار، ارتفاعًا من 15 مليون دولار في عام 2020، يواجه مادورو اتهامات متعددة من واشنطن، بما في ذلك الفساد والاتجار بالمخدرات.
أعرب ديفيد لامي، وزير الخارجية البريطاني، عن إدانة دولية، معلنًا عن عقوبات جديدة على 15 شخصية رئيسية في نظام مادورو.
وصرح لامي قائلاً: “ادعاء نيكولاس مادورو للسلطة احتيالي، لم تكن نتيجة انتخابات يوليو حرة ولا نزيهة، ونظامه لا يمثل إرادة الشعب الفنزويلي”، وحث على الإفراج الفوري عن السجناء السياسيين وإنهاء قمع المعارضة.
اقرأ أيضا.. عصابات التحرش ترتكب جريمتين يوميًا.. إحصائيات تكشف حجم المشكلة في بريطانيا
يواجه زعماء المعارضة تحديات خطيرة
لا تزال المعارضة متحدية على الرغم من تصاعد حملات القمع، في يوم الخميس، ورد أن زعيمة المعارضة البارزة ماريا كورينا ماتشادو اعتقلت من قبل رجال مسلحين، وزعم حزبها أنهم أطلقوا النار أثناء اختطافها.
وعلى الرغم من إطلاق سراحها بعد فترة وجيزة، دعت ماتشادو الفنزويليين إلى الاحتجاج على تنصيب مادورو. وأعلنت على موقع إكس، المعروف سابقًا باسم تويتر: “اليوم، أظهر الشعب الشجاع كيف تهزم الخوف. لم أشعر قط بفخر أكبر من كوني فنزويلية”.
وفي الوقت نفسه، أعلن إدموندو جونزاليس، وهو شخصية معارضة رئيسية أخرى، عن نيته العودة إلى فنزويلا من المنفى، على الرغم من مذكرة اعتقال وشيكة بتهمة “التآمر”.
ويزعم جونزاليس أنه الفائز الشرعي في الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها ويخطط لإقامة حفل تنصيبه في كاراكاس.
إرث من الانهيار الاقتصادي والقمع
تميز حكم مادورو الذي دام 12 عامًا بانهيار اقتصادي مدمر وانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، وبينما احتفل أنصاره بأداء اليمين بعروض ملونة ورفعوا قبضاتهم، سلط المنتقدون الضوء على الأزمة الإنسانية المستمرة، مع فرار ملايين الفنزويليين من البلاد بحثًا عن ظروف معيشية أفضل.
وصف جرايم ستيوارت، المحلل السياسي، الوضع بأنه “مأساة للديمقراطية”.
وأضاف أن “قبضة مادورو المستمرة على السلطة تأتي على حساب الشعب الفنزويلي، الذي تم إسكاته وقمعه تحت حكمه”.
الإدانة العالمية تتزايد
انضم الاتحاد الأوروبي إلى المملكة المتحدة والولايات المتحدة في فرض عقوبات على نظام مادورو، مستهدفًا كبار المسؤولين لدورهم في قمع المعارضة وتقويض الديمقراطية، وتؤكد هذه الجهود المنسقة على الإجماع العالمي ضد قيادة مادورو.
مع تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية في فنزويلا، يراقب المجتمع الدولي عن كثب، وما إذا كانت المعارضة قادرة على شن تحدٍ ذي مغزى أو أن نظام مادورو سيشدد قبضته أكثر، يبقى أن نرى.
في الوقت الحالي، لا يزال شعب فنزويلا يتحمل وطأة هذه الاضطرابات السياسية المستمرة.
