قبل ساعات قليلة من مغادرته البيت الأبيض، أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن مجموعة قرارات بالعفو أثارت الجدل، حيث تضمنت قائمة العفو ناشطاً حقوقياً بارزاً توفي منذ أكثر من ثمانين عاماً.
قرارات الرئيس المنتهية ولايته التي جاءت في إطار سياسته الحقوقية، لاقت ردود فعل متباينة، خاصة في ظل الانتقادات التي طالت بعض قراراته السابقة، بما في ذلك العفو عن نجله هانتر بايدن.
بايدن يعفو عن ناشط مدانٍ في قضية تاريخية
أبرز قرارات العفو شملت الناشط الحقوقي ماركوس غارفي، الذي أُدين في عام 1923 باستخدام البريد للاحتيال، وحُكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات، قبل أن يُخفف الرئيس كالفين كوليدج العقوبة في عام 1927.
ومن المعروف أن غارفي، الذي توفي عام 1940، يعد من الشخصيات الرائدة في حركة الحقوق المدنية، حيث أسس شركة الشحن “بلاك ستار لاين” والرابطة العالمية لتنمية الزنوج.
صدمة في إسرائيل.. حماس أخفت الرهائن داخل مكان خاضع للاحتلال
ويعتبر غارفي أول من نظم حركة جماهيرية بين الأمريكيين من أصل أفريقي، ولاقى تقديراً كبيراً من شخصيات بارزة مثل مارتن لوثر كينغ، الذي وصفه بأنه أول قائد ملون يطور حركة جماهيرية في الولايات المتحدة.
وقد طالب قادة الكونجرس، قبل أشهر من انتهاء ولاية بايدن، بالعفو عن غارفي، معتبرين أن إدانته كانت بدوافع سياسية تهدف إلى إسكات صوت حقوقي بارز.
العفو عن شخصيات مدانة بجرائم مخدرات
إلى جانب غارفي، تضمنت قائمة العفو أسماء شخصيات معاصرة لعبت أدواراً بارزة في مجالات مختلفة، ومنها:
داريل تشامبرز، الناشط في مكافحة العنف المسلح، الذي أدين بجريمة مخدرات غير عنيفة.
رافي راغبير، المدافع عن حقوق المهاجرين، والذي واصل عمله الحقوقي بعد قضائه عقوبة بالسجن عام 2001.
دون ليونارد سكوت، المحامي وعضو الهيئة التشريعية لولاية فيرجينيا، الذي تحول من مدان بجريمة مخدرات إلى أول رئيس أسود لمجلس نواب الولاية.
كيمبا سميث براديا، الناشطة في مجال العدالة الجنائية، التي كانت قد أدينت بجرائم مخدرات غير عنيفة.
خطوات لتخفيف أحكام المدانين بجرائم مخدرات
في خطوة موازية، أعلن الرئيس الأمريكي عن تخفيف أحكام ما يقرب من 2500 شخص أدينوا بجرائم مخدرات غير عنيفة، في إطار جهوده لمراجعة سياسات السجون والعقوبات المشددة التي أثارت جدلاً واسعاً خلال العقود الأخيرة.
عفو عن هانتر بايدن
من بين القرارات التي أثارت انتقادات واسعة، كان العفو الشامل الذي أصدره بايدن عن ابنه هانتر بايدن، الذي يواجه قضايا تتعلق بالضرائب وحيازة الأسلحة. هذا القرار وصفه المعارضون بأنه يعكس ازدواجية في تطبيق العدالة.
رسائل بايدن في اللحظات الأخيرة
وفق مراقبين فإن قرارات العفو التي أصدرها بايدن تحمل أبعاداً سياسية وإنسانية، لكنها أثارت انقسامات داخل الأوساط الأمريكية. فبينما يرى البعض أنها تعكس تعهده بمراجعة القوانين الظالمة، يرى آخرون أنها تعكس محاباة شخصية. وفي كل الأحوال، يترك بايدن منصبه وهو يستمر في إثارة الجدل حتى اللحظات الأخيرة.
اقرأ أيضًا: تجاهل دعوة ماكرون ونتنياهو .. هل يرسم حفل تنصيب ترامب ملامح سياسته الخارجية؟
