سجلت أسعار الذهب في البورصات العالمية مكاسب قوية خلال الأسبوع المنتهي أمس، وسط تصاعد مخاوف الأسواق حيال تأثير السياسات الاقتصادية للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، على حركة الاقتصاد العالمي ومسار التضخم.
وارتفعت أسعار العقود الآجلة للذهب في ختام تعاملات الجمعة 0.9% لتغلق عند مستوى 2715 دولارًا للأوقية، لتعزز مكاسبها الأسبوعية إلى نحو 2.3%.
الذهب يعزز بريقه
وتمكن الذهب من تسجيل مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي، على الرغم من ارتفاع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، 0.4% إلى مستوى 109.63 نقطة، وكذلك ارتفاع عوائد السندات الأمريكية.
وقال مدير تداول المعادن في شركة هاي ريدج فيوتشرز، ديفيد ميجر في تصريح لشبكة “سي إن بي سي”، إن أسعار الذهب تلقت دعمًا من ارتفاع حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي قبيل تنصيب ترامب في 20 يناير.
وأشار إلى أن القلق من سياسات ترامب تسبب في رفع أسعار الذهب رغم ارتفاع عوائد السندات الأمريكية وتقرير الوظائف الذي أكد قوة سوق العمل الأمريكية، الأمر الذي قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) لتوخي الحذر أكثر فيما يتعلق بخفض الفائدة خلال الفترة المقبلة.
وتوقعت بنوك استثمار عالمية أن تتسبب سياسات ترامب الاقتصادية في تأجيج التضخم مرة أخرى، إذ تعهد خلال حملته الانتخابية في نوفمبر الماضي بزيادة الرسوم الجمركية وتقييد سياسات الهجرة، الأمر الذي قد يبقي معدل التضخم الأمريكي بعيدًا عن مستهدف الفيدرالي البالغ 2% ويدفع صناع السياسة النقدية للتوقف مؤقتا عن خفض الفائدة لفترة أطول من المتوقع خلال 2025.
وأظهر تقرير الوظائف الأمريكي أمس، أن أكبر اقتصادات العالم أضاف في ديسمبر الماضي 256 ألف وظيفة متجاوزًا التوقعات البالغة 155 ألف وظيفة، ما يعكس استمرار مرونة سوق العمل، فيما تراجع مؤشر ثقة المستهلكين الأمريكيين منذ بداية يناير بنسبة 1.1% على أساس شهري، ما شكل دعمًا لأسعار الذهب بنهاية الأسبوع.
