انتُخب قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون، اليوم الخميس، رئيساً جديداً للجمهورية في لبنان، منهياً بذلك فراغاً رئاسياً دام أكثر من عامين، وهي فترة زادت من تعقيد الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالبلاد.
في كلمة ألقاها عقب أداء القسم أمام مجلس النواب، أعلن عون عن رؤيته المستقبلية للدولة اللبنانية، متطرقاً إلى ملفات حساسة مثل العلاقة مع سوريا، والسياسة الدفاعية، وإعادة إعمار المناطق المتضررة.
بحسب تقارير، يواجه الرئيس جوزيف عون تحديات جسيمة تشمل معالجة الأزمة الاقتصادية الطاحنة، وإعادة بناء الثقة بين اللبنانيين، وتعزيز دور الدولة في الداخل والخارج.
وتعتبر دعوته للحوار مع سوريا تُعدّ خطوة جريئة قد تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية، لكنها قد تواجه أيضاً عراقيل سياسية داخلية وخارجية.
جوزيف عون يدعو لحوار جاد بين لبنان وسوريا
في خطوة لافتة، دعا الرئيس الجديد إلى بدء “حوار جاد” مع الدولة السورية، قائلاً: “لدينا فرصة لبدء حوار جاد مع الدولة السورية وإقامة علاقات جيدة بيننا”.
تأتي هذه الدعوة في أعقاب الإطاحة بنظام الأسد، مما يفتح المجال لإعادة ترتيب العلاقات بين البلدين التي شهدت توتراً كبيراً منذ اندلاع الأزمة السورية في عام 2011.
وعلى مدار سنوات، كانت العلاقات بين لبنان وسوريا محوراً للتجاذبات السياسية الداخلية والخارجية، ومنذ انتهاء الوصاية السورية على لبنان عام 2005، إثر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، خيمت أجواء من التوتر والشك المتبادل على العلاقات بين البلدين.
كما ألقت الأزمة السورية بظلالها الثقيلة على لبنان، خصوصاً مع تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين الذين باتوا يشكلون ضغطاً اقتصادياً واجتماعياً إضافياً.
السياسة الدفاعية ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي
الرئيس جوزيف عون أشار إلى ضرورة مناقشة سياسة دفاعية متكاملة، بهدف تعزيز دور الدولة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال: “أدعو لمناقشة سياسة دفاعية متكاملة، بما يمكن الدولة من إزالة الاحتلال الإسرائيلي ورد عدوانه”.
كما تعهد بالعمل على إعادة إعمار المناطق التي تضررت من العدوان الإسرائيلي، مثل الجنوب والبقاع والضاحية.
وبحسب مراقبون ، فإن تصريحات الرئيس الجديد تضع ملف الدفاع الوطني في صلب أولويات العهد، خاصة مع التحديات المتعلقة بدور “حزب الله” وسلاحه، وهو ملف شائك ظل محوراً للانقسام السياسي الداخلي لعقود.
احتكار الدولة لحق السلاح
في إشارة واضحة إلى ضرورة تعزيز سيادة الدولة، أكد الرئيس عون على حق الدولة اللبنانية في “احتكار حمل السلاح”.
وقال: “عهدي أن أمارس دوري كقائد أعلى للقوات المسلحة، وتأكيد حق الدولة في احتكار حق حمل السلاح”، وهو تصريح قد يُقرأ في إطار مساعيه لتعزيز هيبة الدولة وإعادة هيكلة العلاقة بين الجيش اللبناني والأطراف المسلحة الأخرى.
عون خامس قائد للجيش يتولى رئاسة لبنان
عملية انتخاب جوزيف عون جاءت بعد جلسة تصويت مكثفة في مجلس النواب، حيث حصل في الدورة الثانية على 99 صوتاً من أصل 128 نائباً، بعد أن فشل في تحقيق ثلثي الأصوات المطلوبة في الجولة الأولى.
يُذكر أن هذا الانتخاب يجعل عون خامس قائد للجيش يتولى رئاسة الجمهورية في تاريخ لبنان، والرابع على التوالي، وهو ما يعكس الدور المحوري الذي يلعبه الجيش اللبناني في الحياة السياسية.
يبقى السؤال: هل سيتمكن الرئيس الجديد من تحقيق توازن بين القضايا الداخلية الملحة وإعادة صياغة الدور الإقليمي للبنان في ظل المتغيرات الدولية؟ الإجابة ستُحدد ملامح المرحلة المقبلة في تاريخ البلاد.
اقرأ أيضا لبنان يفرح.. ماذا قال جوزيف عون وكيف استقبل العالم قرار انتخابه؟