مع سقوط نظام الأسد في سوريا، شنَّت إسرائيل عمليات قصف صاروخي على معسكرات الجيش السوري، ودمرت وفق تقارير أكثر من 80% من إمكانيات وقدرات القوات المسلحة السورية.
كما أعلنت إسرائيل إلغاء اتفاقية مع سوريا ونشرت قواتها في مناطق جديدة في الجولان السوري والقنيطرة، كما سيطرت بشكل كامل على منطقة جبل الشيخ الإستراتيجية في سوريا.
توسع النفوذ التركي
هذا التمدد الإسرائيلي جاء بالتزامن مع توسع النفوذ التركي في سوريا بعد سقوط الأسد على يد فصائل المعارضة المسلحة التي تحتفظ أنقرة بعلاقات قوية مع الكثير منها.
كما تمتلك تركيا وجود عسكري كبير في شمال غرب سوريا، حيث تحتفظ بالسيطرة العسكرية على الكثير من المدن عبر نقاط عسكرية تركية أو عبر الجيش الوطني الموالي المدعوم من أنقرة الذي يسيطر على مدن مثل عفرين والباب وجرابلس.
وسبق لتركيا أن نفذت ما بين عامي 2016 و2019،ثلاث عمليات عسكرية كبيرة في شمال سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” ونجحت أنقرة بفرض سيطرتها على منطقتين حدوديتين واسعتين داخل الأراضي السورية.
هل تحدث مواجهة بين إسرائيل وتركيا
سقوط نظام الأسد، وتراجع النفوذ الروسي والإيراني في سوريا مقابل تمدد النفوذ التركي والوجود الإسرائيلي دفع للحدث حول مدى إمكانية حول مواجهة غير مباشرة بين أنقرة وتل تل أبيب داخل الأراضي السورية.
لجنة إسرائيلية تحذر
وكشفت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن لجنة عسكرية رفيعة المستوى أوصت، في تقرير حديث، بضرورة استعداد إسرائيل لمواجهة عسكرية محتملة مع تركيا التي وصفها التقرير أنها ترغب في استعادة الإمبراطورية العثمانية.
بدأت بالخريطة التاريخية.. هل تشن إسرائيل حربا على دولة عربية جديدة خلال 2025؟
ودعت اللجنة الإسرائيلية للاستعداد لهذه المواجهة المحتملة وزيادة ميزانية الدفاع بأربعة مليارات دولار سنوياً، على مدى خمس سنوات.
وأكدت لجنة “ناغل”، التي يرأسها الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الجنرال يعقوب ناغل، في تقريرها المقدم إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزيري الدفاع والمالية، أن التحالف التركي- السوري قد يشكّل تهديداً يفوق خطورة التهديد الإيراني على المصالح الإسرائيلية.
اقرأ أيضا: قبل أيام من تنصيبه.. ترامب يهدد بفتح أبواب الجحيم في الشرق الأوسط
وشكلت اللجنة في عام 2023 قبل اندلاع حرب إسرائيل و”حماس”، لوضع توصيات لوزارة الدفاع بشأن المجالات المحتملة للنزاعات التي قد تواجهها إسرائيل في السنوات المقبلة.
مواجهة غير مباشرة
وحذر التقرير من أن القوات المدعومة من تركيا يمكن أن تعمل كأداة وسيطة، ما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة، مشيراً إلى ما وصفه بالسياسة العدوانية المتزايدة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
نتنياهو يلمح عن الخطر التركي في سوريا
قال مكتب نتنياهو، في بيان، إن المنطقة تشهد تغييراً جوهرياً مضيفاً: “عرفنا، منذ سنوات، أن إيران تشكل التهديد الأكبر لنا، لكننا نشهد اليوم دخول قوى إضافية في الميدان”.