“سموم تلوث العراق”.. كيف يتم التخلص من “نفايات” المؤسسات الصحية؟

“سموم تلوث العراق”.. كيف يتم التخلص من “نفايات” المؤسسات الصحية؟

2025-01-24T20:58:20+00:00

شفق نيوز/ تعد المخلفات الطبية واحدة من أخطر الملوثات البيئية حينما تحترق كونها تحمل في تصنيعها مواد خاصة تتحول إلى ملوثات تساهم في تفشي الأمراض والأوبئة.

وتطرح المستشفيات الحكومية والأهلية ة والمئات من العيادات الطبية في العراق، أطناناً من المخلفات التي تحتاج إلى طرق حديثة لمعالجتها وحرقها بصورة صحيحة لا تسبب تلوثاً للبيئة.

وفي تقرير سابق لوكالة شفق نيوز، سلط الضوء على انبعاث غازات سامة من مستشفى أبو غريب العام غربي العاصمة بغداد، ما اضطر بعض أهالي القضاء إلى مغادرة المنطقة وخاصة القريبين من المستشفى بسبب هذا الدخان الناجم عن حرق النفايات الطبية التي تبدأ من الساعة الخامسة عصراً وتستمر حتى فجر اليوم الثاني، بحسب الناشط من قضاء أبو غريب، جمال الطائي.

وأكد الطائي، أن “هذه الانبعاثات السامة تؤثر على أصحاب الأمراض المزمنة وعموم أهالي المنطقة، بحيث إن السكان لا يستطيعون الخروج إلى الشارع بسبب هذا الدخان لتواجد المحرقة وسط حي سكني”.

وفي هذا السياق، أوضحت وزارة البيئة العراقية، اليوم الجمعة، كيفية التعامل مع “نفايات المؤسسات الصحية” في القطاعين الحكومي والخاص، خصوصاً وأن هذه النفايات تعتبر صنفاً خاصاً ينبغي إدارته بشكل حذر يتوافق وطبيعة هذه النفايات.

ويقول المتحدث باسم وزارة البيئة، لؤي المختار، لوكالة شفق نيوز، إن “أي نشاط من الأنشطة البشرية لابد أن تنجم عنها تولد أنواع من النفايات تمتاز بخصائص طبقاً لذلك النشاط، وأن النفايات الطبية، أو ما يعرف قانوناً بـ(نفايات المؤسسات الصحية) هي صنف خاص من النفايات، ينبغي إدارته بشكل حذر يتوافق وطبيعة هذه النفايات”. 

ويوضح المختار، أن “نفايات الجهات الصحية (المستشفيات، المراكز الصحية، العيادات، المختبرات الطبية، مراكز العلاج المتخصصة) تنقسم إلى قسمين (صلب) و(سائل)، أما بالنسبة للنفايات (السائلة) فهي إما نفايات الصرف الصحي (الحمامات والمغاسل) وهذه النفايات تصرف بشكل طبيعي إلى شبكات الصرف الصحي (المجاري)، أما النفايات السائلة الأخرى، والتي تتضمن مياه المختبرات، ومواد التحميض، ومخلفات القاعات الصحية، ومخلفات العلاجات وغيرها، فينبغي أن يتم معالجتها بتقنيات خاصة قبل تصريفها إلى شبكات الصرف الصحي”.

ويتابع: “أما النفايات (الصلبة)، فيمكن تقسيمها إلى صنفين، النفايات الاعتيادية (ويمكن التخلص منها بخلطها بنفايات 0البلدية)، أما النوع الآخر وهو النفايات الطبية الخطرة، والتي ينبغي عزلها في مصدرها عن باقي النفايات، وتقسم إلى (النفايات المعدية، النفايات الحادة، بقايا الأدوية، النفايات المشعة، النفايات الصيدلانية، نفايات العلاج الكيماوي والإشعاعي)، ولكل صنف من هذه الأصناف هناك مواصفات للأكياس والحاويات الخاصة بجمعها وآليات للجمع ويتطلب وجود هيكل إداري في كل مؤسسة صحية وكوادر مدربة، كما يتطلب أن يتم التخلص من هذه النفايات في مرافق متخصصة، مثل الترميد بدرجات حرارة عالية جداً، كالتعقيم بالأوتوكلاف، والتعقيم بالمايكرويف، وغيرها من المعالجات)”. 

ويشير المختار إلى أن “وزارة البيئة أصدرت عام 2015 تعليمات رقم 3 الخاصة بالتعامل مع نفايات الجهات الصحية، وتقوم الوزارة بمراقبة القطاعين الحكومي والخاص بشكل دوري وحسب قدراتها”.

وكان رئيس لجنة الصحة والبيئة النيابية، ماجد شنكالي أوضح، أن “هناك نوعين من نفايات المستشفيات (طبية وغير طبية)، أما الأخيرة فإنه يتم التعامل معها من قبل فرق البلدية وغيرها، وأما الأولى (الطبية) فيتم التعامل معها بطريقة خاصة، إما بمعالجتها في وحدات طبية متخصصة، لكن أغلب المستشفيات غير متوفر فيها حالياً، وإما بالمحارق الطبية، ورغم أن الطريقة الثانية قد تسبب ضرراً لكنها أفضل من بقائها في المستشفيات، لذلك يتم اختيار الضرر الأقل”.

وأكد شنكالي في آب/أغسطس 2024 لوكالة شفق نيوز، أن هناك متابعة لموضوع معالجة النفايات الطبية، مردفاً: “نحن بصدد إنشاء وحدات معالجة النفايات الطبية المتخصصة، وهناك واحدة في مدينة الطب وأخرى استثمارية مع العيادات الشعبية للتعامل مع بعض القطاعات والمستشفيات، ونحن في طور تعزيز العمل في شراء وحدات متخصصة لمعالجة النفايات الطبية في أغلب المستشفيات في العراق”.