رحلات أسبوعية تحمل ملايين الدولارات.. كيف نقل الأسد ثروة سوريا لبنوك روسيا؟ – صحيفة الخبر

رحلات أسبوعية تحمل ملايين الدولارات.. كيف نقل الأسد ثروة سوريا لبنوك روسيا؟ – صحيفة الخبر

مع سقوط نظام الأسد في سوريا في الثامن ديسمبر الماضي، وهروب رأس النظام إلي العاصمة الروسية موسكو تعالت التقارير حول ثروة سوريا ومصير أموال البنك المركزي السوري.

وتحدثت تقارير صحفية عن قيام نظام الأسد بتهريب مئات الملايين من الدولارات خلال السنوات الأخيرة من حكمه.

وثيقة تفضح نظام الأسد

وفي هذا السياق، كشف “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أنه اطلع على وثيقة عن عمليات تهريب أموال ضخمة عبر “الخطوط الجوية السورية” إلى موسكو، في واحدة من أكثر عمليات النقل المالي غموضًا وفسادًا التي تورط فيها النظام السوري السابق.

ووفقًا للتقرير، فإن الأموال المهربة هي في الغالب نتاج الاستثمار في تصنيع وتجارة الكبتاغون.

وأكد مدير “المرصد”، رامي عبد الرحمن أن آخر رحلة لتهريب الأموال أقلعت قبل أربعة أيام فقط من هروب بشار الأسد إلى موسكو في ديسمبر الماضي.

تفاصيل الرحلات المالية لتهريب ثروة سوريا

بحسب التقرير، كانت الخطوط الجوية السورية تُسيّر رحلة أسبوعية إلى موسكو منذ نهاية عام 2020 وحتى منتصف عام 2024، وتحديدًا إلى مطار “فنوكوفا”، وعلى متن كل رحلة، حقائب مليئة بالأموال، تصل قيمتها في المتوسط إلى 20 مليون دولار أمريكي.

ووفق وثيقة سرية مسربة من “الخطوط الجوية السورية” وأمن مطار دمشق الدولي، كانت هذه الأموال تُنقل تحت إشراف مباشر من المخابرات الجوية في عملية شديدة السرية.

الوثيقة، التي تحمل تصنيف “سري”، تضمنت تفاصيل دقيقة مثل عدد الحقائب ووزنها، وتواريخ الرحلات، والمبالغ المنقولة، وعنوان المصرف في موسكو الذي يستقبل هذه الأموال.

إجراءات مشددة لضمان السرية

أوضحت الوثيقة أن الحقائب التي تحتوي الأموال تُنقل مباشرة من “مصرف سوريا المركزي” إلى شاحنة حماية خاصة، والتي تقوم بنقلها مباشرة إلى أسفل الطائرة فور وصولها إلى المطار، وكانت هذه الحقائب تُحمل بشكل منفصل عن أمتعة الركاب، تحت إجراءات أمنية مشددة لضمان سرية العملية.

وأشارت الوثيقة إلى أنه كان يتم تحميل الحقائب قبل أي شحنات أخرى، مع تحذير العاملين بعدم الاستفسار عن محتواها أو وجهتها.

تورط النظام السوري في تجارة الكبتاغون

أكدت الوثيقة أن الأموال المهربة هي في الغالب عائدات تجارة الكبتاغون، حيث قاد النظام السابق، ممثلًا ببشار الأسد وشقيقه، عملية تصنيع وترويج وتصدير هذه المادة المخدرة.

وأوضح تقرير “المرصد” أن الميناء المستخدم لهذه الأنشطة يقع قرب شاليهات “أفاميا” على الساحل السوري، وكان ملكًا لرفعت الأسد، شقيق الرئيس الأسبق حافظ الأسد، ومن هذا الميناء، كانت المخدرات تُهرب إلى موانئ إيطاليا، حيث تُباع عبر تجار متعاونين إلى بقية أنحاء العالم.

وقال رامي عبد الرحمن، مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، إن الوثيقة المسربة تسلط الضوء على “مدى التورط العميق للنظام السوري السابق في عمليات غير قانونية”.

وأضاف أن تحقيقات إضافية قد تكشف عن شبكة واسعة من الأنشطة المالية السرية التي استخدمها النظام لتمويل أنشطته المختلفة دون رقابة أو متابعة.

تحقيقات دولية حول سوريا

وبحسب تقارير تفتح هذه التسريبات المجال أمام تحقيقات دولية قد تُفضي إلى الكشف عن مزيد من الأنشطة غير القانونية للنظام السوري السابق.

كما تثير التساؤلات حول مدى إمكانية استعادة الأموال المهربة ومحاسبة المسؤولين عن هذه العمليات.

ويُتوقع أن تؤدي هذه المعلومات إلى زيادة الضغوط الدولية على الأطراف المرتبطة بالنظام السابق وتعزيز الجهود لمكافحة تجارة المخدرات في المنطقة.



تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *