جثث وأشلاء في كل شارع.. رجال الإنقاذ في غزة يقدرون حجم الدمار بعد وقف النار

جثث وأشلاء في كل شارع.. رجال الإنقاذ في غزة يقدرون حجم الدمار بعد وقف النار

القاهرة (خاص عن مصر)-بدأ عمال الإنقاذ والمدنيون في غزة، مواجهة حجم الدمار الهائل الذي لحق بالقطاع بعد 15 شهرًا من الحرب الإسرائيلية.

وحسب هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي“، قال جهاز الدفاع المدني في غزة، إنها تخشى أن يكون هناك أكثر من 10000 جثة ما زالت مدفونة تحت الأنقاض.

وأوضح الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، للهيئة البريطانية، أنهم يأملون في انتشال الضحايا خلال 100 يوم، إلا أنهم قد يواجهون تأخيرات بسبب نقص الجرافات والمعدات الأساسية.

وأظهرت الصور الجديدة من غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ، أول أمس الأحد، مشاهد من الدمار الشامل الذي ألحقته هجمات الاحتلال، خصوصًا في شمال القطاع.

وقد قدرت الأمم المتحدة سابقًا أن 60% من المنشآت في غزة قد تم تدميرها أو تضررت.

واقع بائس

ورغم أن أصوات القصف قد حلت محلها احتفالات مع بداية وقف إطلاق النار، إلا أن الواقع الذي يواجهه سكان غزة لا يزال بائسًا.

ووفقًا لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، فإن الحرب تركت أكثر من مليوني فلسطيني في غزة دون مأوى أو دخل، وهم معتمدون تمامًا على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.

اقرأ أيضًا.. عاد لينتقم.. تفاصيل الأوامر التنفيذية الأولى لـ ترامب

دخول المساعدات الإنسانية

وبدأت المساعدات الإنسانية في الدخول إلى غزة فور بدء الهدنة، وقالت الأمم المتحدة إنه تم إدخال ما لا يقل عن 630 شاحنة محملة بالمساعدات قبل نهاية اليوم.

وأمس الاثنين، دخلت 915 شاحنة أخرى إلى القطاع، وهو أكبر عدد من الشاحنات يدخل غزة منذ بدء الحرب قبل 15 شهرًا.

وقال سام روز، القائم بأعمال مدير وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في غزة “أونروا”، إن المساعدات التي دخلت هي مجرد بداية في تحدي إعادة إعمار القطاع.

وأضاف: “نحن لا نتحدث فقط عن الغذاء والرعاية الصحية والمباني والطرق والبنية التحتية، لدينا أفراد وعائلات ومجتمعات بحاجة إلى إعادة بناء”.

وأوضح أن “الصدمة التي مروا بها، والمعاناة، والخسارة، والحزن، والإهانة، التي تحملوها خلال أشهر الحرب، ستكون طريقًا طويلًا جدًا”.

وقدرت السلطات الصحية الفلسطينية عدد الشهداء في غزة، بنحو 46900 فلسطيني خلال أكثر من 15 شهرًا من الحرب، بالإضافة إلى أكثر من 110700 إصابة.

وأضافت وزارة الصحة في غزة أن الغالبية العظمى من الشهداء هم من النساء والأطفال، وهو ما تؤكده الأمم المتحدة.

وقال جهاز الدفاع المدني في غزة في بيان، أمس الاثنين، إن 48% من موظفيه قد استشهدوا أو أصيبوا أو تم احتجازهم خلال الحرب، وأن 85% من مركباته و17 من أصل 21 منشأة قد تضررت أو دُمِرت.

الجثث والأشلاء في كل شارع

على الرغم من أن خطر الغارات الجوية الإسرائيلية قد زال مؤقتًا، إلا أن العمل الشاق مستمر بالنسبة للعمال المتبقين في الدفاع المدني، خاصة انتشال جثث الأطفال والأشلاء.

وقال عبد الله المجدلوي، عامل في الدفاع المدني بمدينة غزة: “في كل شارع هناك شهداء. في كل حي هناك أشخاص تحت الأنقاض”.

وأضاف: “حتى بعد الهدنة، تلقينا العديد من المكالمات من الناس يطلبون منا القدوم، يقولون (عائلتي مدفونة تحت الأنقاض)”.

وقالت مالاك كساب، مدينة غزة، إن أفرادًا من عائلتها لا يزالون تحت الأنقاض.

وأضافت: “لقد فقدنا العديد من أفراد عائلتنا وبعضهم لا يزال تحت المباني المدمرة”.

وأوضحت أن منزل عائلتها في أحد المباني السكنية لم يُدمَّر تمامًا، لكن تعرض لأضرار بالغة.

وتابعت “لا توجد أبواب، ولا نوافذ، ولا ماء، ولا كهرباء، ولا شيء. لا يوجد حتى خشب لإشعال النار. المكان غير صالح للعيش”.

خطر التنقل

ولفتت “بي بي سي” إلا أنه لا يزال التنقل خطرًا على النازحين في غزة مع بدء قوات الاحتلال الانسحاب من المناطق المأهولة في القطاع.

فيما حذرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الفلسطينيين من الاقتراب من أفرادها أو منشآتها، أو دخول المنطقة العازلة التي أنشأتها حول حدود غزة وحول ممر نتساريم الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه.