تفوقت على العقاد.. البكالوريا الجديدة تُعيد نبوية موسى لصدارة المشهد

تفوقت على العقاد.. البكالوريا الجديدة تُعيد نبوية موسى لصدارة المشهد



fantazziabed

أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني عن إعادة اعتماد نظام البكالوريا المصرية بشكل ونهج جديدين بعد انقطاع دام عقودًا، في خطوة تهدف إلى تطوير التعليم وإثراء مهارات الطلاب الفكرية والإبداعية. 

أول فتاة مصرية تحصل على البكالوريا

ومع الإعلان عن نظام البكالوريا الجديد، تعود للأذهان قصة نبوية موسى، أول فتاة مصرية تحصل على شهادة البكالوريا في زمن كان يرفض فيه المجتمع تعليم الفتيات.

وُلدت نبوية موسى في أسرة من الطبقة المتوسطة في إحدى القرى بالقرب من الزقازيق، ونشأت يتيمة الأب، حيث توفي والدها قبل ولادتها أثناء حرب المهدية في السودان. 

انتقلت عائلتها إلى القاهرة لتوفير فرص تعليمية لشقيقها، ولكنها تحدّت الأعراف المجتمعية لتشق طريقها في التعليم، رغم أن تعليم البنات كان أمرًا مستهجنًا آنذاك.

بدأت نبوية تعليمها بمساعدة شقيقها، فتعلّمت القراءة، وحفظت القرآن الكريم، وأتقنت اللغة الإنجليزية، وأبدت شجاعة كبيرة في مواجهة منتقديها.

رحلة نبوية إلى شهادة البكالوريا

تطلعت نبوية بعدها للحصول على البكالوريا، ومع بلوغها الثالثة عشرة، أصرت على الالتحاق بالمدرسة السنية للبنات رغم رفض عائلتها للقرار، متحديه الأعراف، فقد ذهبت إلى المدرسة متخفية في زي خادمة، وباعت أساورها الذهبية لتغطية تكاليف التعليم، وبالفعل التحقت بالقسم الخارجي للمدرسة عام 1901، وبدأت رحلتها التعليمية وسط تحديات كبيرة.

في عام 1907، أصبحت نبوية موسى أول فتاة مصرية تجتاز امتحان البكالوريا، في وقت لم تكن هناك مدارس ثانوية مخصصة للفتيات، مما أثار ضجة كبيرة في الصحافة المصرية، إذ تفوقت في مادة اللغة العربية على زملائها، والذي كان من بينهم محمود فهمي النقراشي وعباس محمود العقاد.

تحديات ما بعد البكالوريا 

بعد حصولها على شهادة البكالوريا، التحقت نبوية موسى بدبلوم المعلمات، وتخرجت عام 1908، ورغم أنها حصلت على وظيفة معلمة، فقد كانت تتقاضى نصف راتب زملائها الذكور، ما دفعها إلى المطالبة بالمساواة، مستندة إلى حصولها على نفس المؤهلات الدراسية.

كانت مسيرتها المهنية مليئة بالإنجازات؛ حيث أصبحت مديرة لعدة مدارس، منها مدرسة بنات الفيوم ومدرسة لتدريب المعلمات في المنصورة، وبحلول عام 1915، كانت تدير مدرسة الورديان لتدريب المعلمات في الإسكندرية، وبذلك استطاعت التأثير على التعليم النسائي في مصر بشكل غير مسبوق.

نبوية موسى رمز للنضال النسائي

حصول نبوية على البكالوريا بمثابة رمز للنضال النسائي في مجال التعليم وحقوق المرأة، فلم يكن نجاحها مقتصرًا على الجانب الأكاديمي فحسب، بل شكّل حجر الأساس لحركة تعليم البنات في مصر.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *