تفادي الحرب في أوكرانيا كان ممكنًا في حالة محددة.. ما هي؟

تفادي الحرب في أوكرانيا كان ممكنًا في حالة محددة.. ما هي؟

 القاهرة (خاص عن مصر)- في مقابلة أجريت معه مؤخرًا، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الحرب الجارية في أوكرانيا ربما لم تكن لتحدث أبدًا لو لم تُسرق الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020 من دونالد ترامب.

أثار هذا الادعاء، الذي يردد صدى مزاعم ترامب الطويلة الأمد بشأن تزوير الانتخابات، جدلاً وردود فعل دولية عنيفة.

ادعاء بوتين: سيناريو مختلف في عهد ترامب

خلال مقابلة مع مراسل تليفزيوني روسي في 24 يناير 2025، صرح بوتين أنه لو بقي ترامب في السلطة، فربما لم تحدث الأزمة في أوكرانيا، التي تصاعدت في فبراير 2022، وقال: “لا يسعني إلا أن أتفق معه على أنه لو كان رئيسًا – لو لم يُسرق انتصاره في عام 2020 – فربما لم تكن هناك أزمة في أوكرانيا”.

ووفقا لصنداي تايمز، أعرب بوتين عن رغبته في الدخول في حوار مع ترامب، واصفًا الرئيس الأمريكي السابق بأنه “ذكي وعملي”، وأشار إلى أنه سيكون من المفيد الاجتماع مع ترامب لمناقشة الصراع في أوكرانيا والقضايا الملحة الأخرى بين الولايات المتحدة وروسيا، مؤكدًا على الرغبة في محادثات هادئة ومباشرة.

موقف ترامب بشأن أوكرانيا والانتخابات

تتوافق تصريحات بوتين هذه مع تأكيدات ترامب المتكررة بأن الغزو الروسي لأوكرانيا حدث بسبب عدم احترام قيادة الرئيس جو بايدن، لطالما أكد ترامب أن بوتين لم يكن ليتصرف بنفس الطريقة تحت إدارته، ولا تزال روايته عن تزوير الانتخابات حجر الزاوية في خطابه السياسي، ومع ذلك، لم يتم إثبات هذه الادعاءات بالتزوير الانتخابي أبدًا وتظل مثيرة للجدل داخل السياسة الأمريكية.

القادة الأوكرانيون يردون على تعليقات بوتين

رد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بسرعة على بيان بوتين، متهمًا الزعيم الروسي بمحاولة التلاعب بالسياسة الأمريكية، وحذر زيلينسكي من أن تعليقات بوتين تهدف إلى التأثير على ترامب وقادة العالم الآخرين في محاولة للتأثير على الدعم الدولي لعملية السلام التي قد تصب في صالح روسيا.

وقال زيلينسكي خلال خطابه الليلي في 24 يناير: “إنه يريد التلاعب برغبة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في تحقيق السلام”.

كما رفض المكتب الرئاسي الأوكراني، من خلال رئيسه أندريه يرماك، فكرة مفاوضات السلام التي تستبعد القادة الأوروبيين، وانتقد يرماك نهج بوتين، قائلاً إن بوتن كان يحاول التفاوض على مستقبل أوروبا “بدون أوروبا” ومصير أوكرانيا “بدون أوكرانيا”.

اقرأ أيضا.. حماس تعلن عن أربع مجندات إسرائيليات تفرج عنهن نهاية الأسبوع الجاري

الضربات العسكرية والطائرات بدون طيار المستمرة

مع استمرار التوترات الدبلوماسية، تستمر المواجهات العسكرية في أوكرانيا. على مدى الأيام القليلة الماضية، استهدفت هجمات الطائرات بدون طيار الأوكرانية مناطق متعددة في روسيا، بما في ذلك مصنع لأجزاء الصواريخ ومستودع لتخزين النفط، وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت 121 طائرة بدون طيار في هذه الهجمات، ولم ترد أنباء فورية عن وقوع إصابات.

وردًا على ذلك، استمرت الضربات الروسية على أوكرانيا، حيث ضربت الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار مناطق مدنية، وأفادت وزارة الداخلية الأوكرانية بمقتل ثلاثة مدنيين بسبب الطائرات بدون طيار الروسية، ووقعت أضرار جسيمة في مناطق مثل كييف وزابوريزهيا.

وتكافح السلطات الأوكرانية مع التصعيد المستمر لحرب الطائرات بدون طيار، وهو التكتيك الذي زاد تواترًا منذ بداية الحرب في فبراير 2022.

اقتصاد الحرب والتداعيات العالمية

لم يدمر الصراع المستمر بين روسيا وأوكرانيا كلا البلدين فحسب، بل أدى أيضًا إلى تغيير المشهد الاقتصادي والسياسي العالمي. ومع تكثيف العمليات العسكرية، يحذر الخبراء من التأثير الطويل الأمد على الأمن العالمي والعلاقات الدولية. إن الموقف الاستراتيجي لأوكرانيا في أوروبا، إلى جانب استمرار مشاركة القوى العالمية مثل الولايات المتحدة وروسيا، يعني أن أي حل لهذا الصراع سيكون له عواقب بعيدة المدى.

وجهات نظر الخبراء بشأن المسار إلى الأمام

يعتقد العديد من المحللين أن خطاب بوتن بشأن هزيمة ترامب في انتخابات 2020 هو خطوة استراتيجية تهدف إلى تنمية علاقات أوثق مع الرئيس السابق، وخاصة إذا عاد ترامب إلى منصبه. ومع ذلك، ينظر المسؤولون الأوكرانيون والقادة الدوليون إلى هذا النهج بتشكك، حيث يزعمون أن تصرفات بوتن تقوض أي إمكانية لإجراء محادثات سلام حقيقية.

ويلاحظ الخبراء أيضًا أنه في حين قد يرى بعض القادة الغربيين الصراع على أنه صراع بين الأيديولوجيات الديمقراطية والاستبدادية، فقد ينظر إليه آخرون، بما في ذلك ترامب، من خلال عدسة التنافس بين القوى العظمى والرغبة في إدارة العلاقات مع روسيا بطريقة أكثر براجماتية. ويؤكد هذا الانقسام على تعقيدات الصراع، حيث يدفع كل جانب إلى حلول تتوافق مع مصالحه الجيوسياسية الأوسع.