ترامب يعود للرئاسة.. من دخيل مرفوض إلى زعيم استثنائي في الولاية الثانية

ترامب يعود للرئاسة.. من دخيل مرفوض إلى زعيم استثنائي في الولاية الثانية

القاهرة (خاص عن مصر)-يختلف تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، اليوم، رئيسًا للولايات المتحدة للمرة الثانية تمامًا عن تنصيبه الأول قبل ثماني سنوات.

وحسب تقرير لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، ففي ذلك الحين، كان ترامب يُنظر إليه من قبل النخبة السياسية الأمريكية كدخيل غير مرحب به، مدفوعًا إلى السلطة بدعم مزعوم من الكرملين (رغم أن وسائل الإعلام لم تتمكن أبدًا من إثبات نظرية “التدخل الروسي في الانتخابات”).

ولاية أولى سيئة

لذا كان الرأي السائد في واشنطن أن ترامب غير جدير بتلك المكانة، واعتُبرت فترته الأولى مجرد صدفة سيئة أو خدعة مؤقتة، لكن لضمان عدم استمراره، تم تفعيل “المقاومة” منذ البداية.

وبعد يوم واحد من تنصيبه في 2017، تظاهرت عشرات الآلاف من النساء في العاصمة واشنطن مرتديات قبعات وردية احتجاجًا على تصريحاته السابقة عن النساء.

وسرعان ما أطلقت وسائل الإعلام حملة تهكم وتشويه ضده، بينما حشد الكونجرس والمحاكم لعرقلته وحتى محاكمته مرتين.

لكن الواقع تغيّر وأصبح الأمر مرحبًا به، فيما بدأت الكوابيس الحقيقية للنخبة القديمة الآن.

اقرأ أيضًا.. آخر قرار قبل الرحيل.. بايدن يعفو عن فاوتشي وأعضاء لجنة 6 يناير خشية انتقام ترامب

سيطرة على واشنطن

وحسب وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، وصل ترامب إلى مبنى الكابيتول لتأدية اليمين الدستورية رئيسًا للولايات المتحدة، حيث تجاوز محاولات عزله واتهامات جنائية ومحاولتي اغتيال ليحصل على ولاية جديدة في البيت الأبيض.

وبهذا يتولى الجمهوريون السيطرة الموحدة على واشنطن ويسعون لإعادة تشكيل مؤسسات البلاد.

ويخطط ترامب لإعلان بداية “عصر جديد مثير من النجاح الوطني” حيث “يجتاح البلاد بموجة من التغيير”، وفقًا لخطابه الافتتاحي.

عودة سياسية غير مسبوقة

ومع الوصول لكرسي الرئاسة مجددًا، يحقق ترامب عودة سياسية غير مسبوقة في التاريخ الأمريكي، فقبل أربع سنوات، تم التصويت لإخراجه من البيت الأبيض خلال انهيار اقتصادي سببه وباء كوفيد-19.

وأنكر ترامب هزيمته وحاول التمسك بالسلطة، موجهًا أنصاره إلى الكابيتول أثناء تصديق المشرعين على نتائج الانتخابات، مما أدى إلى أعمال شغب أوقفت تقليد البلاد في الانتقال السلمي للسلطة.

لكن ترامب لم يفقد سيطرته على الحزب الجمهوري، ولم تثنه القضايا الجنائية أو محاولتي الاغتيال عن سحق منافسيه وتسخير غضب الناخبين من التضخم والهجرة غير الشرعية، ليعود كزعيم لتحالف جمهوري جديد ومتعدد الأعراق يسيطر على البيت الأبيض، مجلس الشيوخ، مجلس النواب، والمحكمة العليا.

وحقق ترامب انتصارًا شعبيًا غير مسبوق، حيث أصبح أول مرشح جمهوري غير حاكم يفوز بالتصويت الشعبي منذ رونالد ريجان عام 1980، وأول رئيس يتم انتخابه لفترتين غير متتاليتين منذ جروفر كليفلاند عام 1893.

وهذه المرة، لم تعد النخبة القديمة قادرة على مقاومته، إذ أن الصحافة المناهضة له تعاني من التراجع، بينما الديمقراطيون لا يزالون في حالة إنكار للهزيمة.

تغيير موقف عمالقة التكنولوجيا

ومع تنصيبه الجديد، بدأ عمالقة التكنولوجيا الأمريكيون بالتقرب من ترامب، حيث قدموا التبرعات لحفل التنصيب معبرين عن دعمهم الواضح.

وأبرز الأمثلة كان مارك زوكربيرج، المدير التنفيذي لشركة “ميتا”، والذي سبق أن عرقل منشورات مؤيدة لترامب، فالآن أصبح من داعميه، بينما أمر الرئيس التنفيذي لـ”أمازون” جيف بيزوس، ببث مراسم التنصيب مباشرة على منصته.

ترافق هذا التحول مع تراجع كبير في مبادرات “التنوع والشمولية” داخل كبرى الشركات مثل “ميتا”، “أمازون”، و”وول مارت”، التي بدأت بإلغاء العديد من برامجها الخاصة بتلك المبادرات استعدادًا لسياسات ترامب الجديدة.

وحسب صحيفة “ديلي ميل”، فتعد عودة ترامب ليست مجرد حدث سياسي، بل مؤشر على تغيّر عميق في المشهد السياسي الأمريكي، فما كان يُعتبر في 2016 بمثابة “صرخة أخيرة” للطبقة العاملة البيضاء أصبح اليوم تحالفًا جمهوريًا واسعًا ومتجددًا.

وفيما تتراجع المبادئ الليبرالية مثل “التنوع والشمولية” و”الاستدامة البيئية”، يبدو أن السياسات الجديدة لترامب قد تؤدي إلى تغييرات تمتد آثارها إلى العالم بأسره.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *