بعد يوم من توليه منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، أعلن دونالد ترامب عن مشروع ضخم بقيمة 100 مليار دولار لتمويل البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
يدعم المشروع 3 من أكبر شركات التكنولوجيا، وهي: “أوبن إيه آي”، ومجموعة “سوفت بنك”، و”أوراكل”، مع ذلك فإن المشروع يشمل مساهمة شركة رابعة مقرها في أبوظبي، وهي شركة “إم جي إكس” الإماراتية، التي رغم قلة شهرتها مقارنة بالشركات الأخرى، تلعب دورًا مهمًا في هذا التعاون.
بعد السعودية.. الإمارات تغازل ترامب وتدعم خطته للذكاء الاصطناعي باستثمارات مليارية
يُشرف على شركة “إم جي إكس” الإماراتية، وهو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني لدولة الإمارات وشقيق رئيس الدولة، يقود الشيخ طحنون إمبراطورية اقتصادية تقدر قيمتها بنحو 1.5 تريليون دولار، تضم مجموعة واسعة من المؤسسات، بما في ذلك صناديق الثروة السيادية وأبرز شركة للذكاء الاصطناعي في المنطقة “جي 42″، التي تلعب دورًا رياديًا في تعزيز تقنيات الذكاء الاصطناعي في المنطقة.
في مارس 2024، أُنشئت “إم جي إكس” الإماراتية متخصصة في مجال التكنولوجيا تركز على تسريع تطوير وتبني الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة بمشاركة شركة “مبادلة للاستثمار” و”جي 42″ كشريكين مؤسسين، تهدف للوصول إلى أصول تتجاوز 100 مليار دولار، برزت الشركة كأداة رئيسية في دفع دولة الإمارات نحو الهيمنة على قطاع الذكاء الاصطناعي.
“إم جي إكس” الإماراتية تضخ 7 مليارات دولار في مشروع ترامب للذكاء الاصطناعي
تخطط الشركة الإماراتية للمساهمة بنحو 7 مليارات دولار في خطة ترامب، المعروفة باسم مشروع “ستارغيت”، وفقاً لتقرير صادر عن منصة “ذي إنفورميشن”.
دعمت الشركة الإماراتية “أوبن إيه آي”، كما تعاونت مع “بلاك روك” و”مايكروسوفت” في خطة بقيمة 30 مليار دولار لبناء مراكز بيانات وبنية تحتية للطاقة.
كما ضخت استثمارات كبيرة في شركة “إكس إيه آي” المملوكة لإيلون ماسك، وكانت من بين المستثمرين في شركة “داتا بريكس”، إحدى أكبر شركات التكنولوجيا الخاصة على مستوى العالم.
تجمع “إم جي إكس” بين القوة المالية المستمدة من شركة “مبادلة”، أحد صناديق الإمارة السيادية، البالغ حجم أصولها 330 مليار دولار وتُعتبر لاعباً رئيسياً في الاستثمار التكنولوجي في حد ذاتها، وترسانة الذكاء الاصطناعي لشركة “جي 42″، التي حصلت على تمويل من “مايكروسوفت” وأبرمت صفقات مع “إنفيديا” و”أوبن إيه آي”.
وظفت “إم جي إكس” عدداً من المخضرمين في “مبادلة”، وفقاً لمنشورات على منصة “لينكد إن”، كما أن رئيسها التنفيذي أحمد يحيى الإدريسي كان سابقاً رئيساً للاستثمارات المباشرة في الصندوق السيادي.
اقرأ أيضاً.. ميلان مصمم على خطف نجم تشيلسي في يناير
استقطبت الشركة الإماراتية مؤخراً مسؤولاً تنفيذياً من شركة “ماذر برين” (Motherbrain) التابعة لشركة “إي كيو تي” السويدية ليشغل منصب كبير مهندسي الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى خبير سابق في مؤسسة “ماكنزي” للمساعدة في صفقات أشباه الموصلات.
تتزامن هذه التحركات مع مساعي أبوظبي، التي تمتلك 6% من احتياطيات النفط العالمية، لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط، رغم أن الاستثمارات في قطاعات مثل الرعاية الصحية والتمويل كانت محاور رئيسية لهذه الاستراتيجية، إلا أن الذكاء الاصطناعي أصبح يحتل مركز الصدارة بشكل متزايد.
مع ذلك، لم يخلُ الأمر من تحديات، ففي عام 2024، طالب أحد المشرعين الأميركيين وزارة التجارة بالنظر في فرض قيود تجارية على شركة “جي 42” بسبب مزاعم حول صلاتها بالصين.
“إم جي إكس” الإماراتية تنهي تعاونها مع الصين
من جانبها، نفت الشركة الإماراتية “أي علاقة تربطها بالحكومة الصينية أو الجهات الصناعية العسكرية فيها”، وعقدت اتفاقاً مع الحكومة الأميركية لإنهاء تعاونها مع بكين.
اقترحت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن الحد من صادرات الرقائق المتقدمة إلى دول مثل الإمارات، وفي المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، انتقد بنغ شياو الرئيس التنفيذي لشركة “جي 42″، وهو أيضاً عضو في مجلس إدارة “إم جي إكس” هذه القيود.
قال شياو: بصراحة شديدة، هذه القيود بمثابة هدية لدولة أخرى وهي الصين، فإذا لم توفر التكنولوجيا الأساسية اللازمة لأصدقائك، خمن من سيتصلون به؟ بالتأكيد سيتصلون بشخص آخر.
باعتبارها واحدة من المدن القليلة في العالم التي تمتلك أكثر من تريليون دولار من الثروة السيادية، تمتلك أبوظبي ميزة كبيرة في قطاع يحتاج إلى مستثمرين لديهم موارد مالية ضخمة، وكان الذكاء الاصطناعي محور التركيز عندما زار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الولايات المتحدة في سبتمبر 2024.
رافقه في تلك الزيارة الشيخ طحنون، الذي تُظهر منشوراته على منصة “إكس” منذ ذلك الحين مدى طموح ونفوذ أبوظبي.
التركيز على الذكاء الاصطناعي
في سبتمبر 2024، ألتقى الشيخ طحنون مع الرئيس التنفيذي لشركة “إنفيديا” جنسن هوانغ، ورئيسة شركة “ألفابت” روث بورات، وإيلون ماسك، وفي هذه المحادثات، وكذلك مع شخصيات بارزة في قطاع المال العالمي مثل الرئيس التنفيذي لشركة “بلاك روك” لاري فينك، وبدأ أن الذكاء الاصطناعي هو محور التركيز.
في جلسة نقاش في دافوس، جلس شياو بجانب فينك وأكد أن العالم يحتاج إلى زيادة هائلة في قدرات الطاقة لتشغيل مراكز البيانات المخصصة للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك 5 جيجاواط من الطاقة الحاسوبية للإمارات وحدها.
وأضاف: إذا كانت الإمارات تحتاج إلى 5 جيجاواط، فتخيل حجم احتياجات كل المراكز الرئيسية حول العالم.. إنه مشروع ضخم للغاية.
الاستثمار في في مراكز البيانات
في 18 سبتمبر 2024، أعلنت شركة “إم جي إكس” الإماراتية عن شراكة مع “بلاك روك” و”جلوبال إنفراستركتشر بارتنرز” و”مايكروسوفت”، لإطلاق “الشراكة العالمية للاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي”، للاستثمار في مراكز البيانات الجديدة والموسعة، تلبيةً للطلب المتزايد على القدرة الحوسبية الفائقة.
ستعمل هذه الشراكة على توفير بنية مفتوحة ونظام حيوي واسع النطاق، يوفر مجالاً واسعاً ومتنوعاً لمجموعة من الشركاء والشركات فيما تعمل شركة “إنفيدا” على دعم الشراكة العالمية للاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي مع توظّيف خبرتها في مجال مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي ومرافق الذكاء الاصطناعي لصالح منظومة الذكاء الاصطناعي.
كما ستعمل الشراكة العالمية للاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي بشكل فاعل مع قادة الصناعة، للمساهمة في تعزيز سلاسل إمداد الذكاء الاصطناعي.
وبموجب هذه الشراكة، سيتم العمل على توظيف 30 مليار دولار من رأس المال الخاص من المستثمرين ومالكي الأصول والشركات، على أن يصل هذا إلى 100 مليار دولار من الاستثمار.
وتجمع هذه الشراكة تحت مظلتها كبار المستثمرين العالميين، بغرض التوسع الفعال في مجال مراكز البيانات، وتعزيز قدرات الاستثمار في مجالات توفير الطاقة لمراكز البيانات ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي.
مايكروسوفت وجي 42 تؤسسان مركزين للأبحاث لدعم قطاع الذكاء الاصطناعي في الإمارات
أعلنت مايكروسوفت الأمريكية وجي 42 الإماراتية، أنهما ستفتتحان مركزين في أبوظبي لدعم قطاع الذكاء الاصطناعي.
قالت الشركتان: إن الصفقة تأتي استكمالاً لشراكتهما المبرمة في أبريل 2024 والتي تستثمر مايكروسوفت بموجبها 1.5 مليار دولار في الشركة الإماراتية.
يعد المركز الأول نتاج تعاون مشترك من حيث التأسيس والتمويل بين “جي 42” و”مايكروسوفت”، بدعم من مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات، حيث يعمل المركز على وضع وتطوير ومتابعة تنفيذ أفضل الممارسات والمعايير التي تضمن استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة وشفّافة في منطقة الشرق الأوسط والدول النامية، أو تلك التي تعاني من فجوات في البنية التحتية الرقمية والتقنية.
أما المركز الثاني، فهو فرع جديد لمختبر مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي للأعمال الخيرية في إمارة أبوظبي، وسيركز على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في مشاريع تعزز من التعاون المحلي والإقليمي لتحقيق الأهداف المجتمعية الرئيسية، مثل مواجهة التغيرات المناخية أو مكافحة الفقر وتحقيق التنمية المستدامة وغيرها.
ملياردير إماراتي يستثمر في مراكز البيانات الأمريكية بقيمة 20 مليار دولار
كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استثمار بقيمة 20 مليار دولار في مراكز البيانات الأمريكية من قبل شركة داماك العقارية، وهي شركة يقودها الملياردير الإماراتي حسين سجواني.
وفقًا لما نشره موقع ذا فري برس، يسلط الإعلان، الذي صدر خلال مؤتمر صحفي، الضوء على العلاقات التجارية الشخصية لترامب واستراتيجيته لجذب استثمارات أجنبية كبيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
يستغل استثمار الملياردير الإماراتي الطلب المتزايد على مراكز البيانات، والتي تلعب دورًا محوريًا في دعم الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة وعناصر الاقتصاد الرقمي الأخرى.
يتماشى التزام داماك البالغ 20 مليار دولار مع توقعات بلاكستون، التي قدرت استثمارات مراكز البيانات المحلية بتريليون دولار على مدى 5 سنوات.
في حين أن تعهد ساجواني يمثل 2% فقط من هذا الإجمالي المتوقع، فإنه يؤكد على الاهتمام المتزايد من قبل المستثمرين الأجانب بهذا القطاع الحيوي.
ستشمل محفظة مراكز البيانات EDGNEX التابعة لداماك، والتي تمتد عبر الإمارات والسعودية وتركيا وإسبانيا وتايلاند وإندونيسيا، الآن مرافق في الولايات المتحدة لأول مرة.
شراكة بين داماك وترامب
يعود ارتباط داماك بمنظمة ترامب إلى بناء نادي ترامب الدولي للجولف في دبي، والذي اكتمل قبل الفترة الرئاسية الأولى لترامب. هذه الشراكة، التي أكسبت منظمة ترامب ملايين الدولارات من رسوم الترخيص، تجسد نموذج الأعمال الذي استخدمه ترامب محليًا ودوليًا.
على الرغم من تأجيل خطط التطوير الإضافية التي تحمل علامة ترامب التجارية في دبي، ظل سجواني حليفًا وثيقًا لترامب، شوهد الملياردير الإماراتي يحتفل بليلة رأس السنة الجديدة في عقار ترامب مار إيه لاغو في فلوريدا، حيث تم تصويره مع ترامب وإيلون ماسك.
توسعات أعمال ترامب
يأتي إعلان سجواني الاستثماري في الوقت الذي تتعاون فيه منظمة ترامب مع دار جلوبال، وهي شركة عقارية ممولة من السعودية، في مشاريع في عُمان والمملكة العربية السعودية.
كما وردت أنباء عن أن خطط بناء برج ترامب في دبي قيد التنفيذ، وهو ما يمثل عودة المشاريع التي تحمل علامة ترامب التجارية في المنطقة على الرغم من الانتكاسات الناجمة عن الأزمة المالية التي شهدتها دبي في عام 2008.
وفي حين يعزو سجواني رئاسة ترامب إلى تعزيز مكانة داماك، فإن الالتزام الأخير بقيمة 20 مليار دولار يوضح كيف تستمر شبكات ترامب الشخصية والسياسية في جذب الاستثمارات الأجنبية، مما يثير تساؤلات حول التشابك بين المصالح التجارية وإرثه السياسي.